خالد بوبكري
أثار القرار الملكي الجريء بإلغاء شعيرة عيد الأضحى هذه السنة تفاعلاً واسعا ولقى ترحيباً شعبياً فور صدوره، لما حمله من حس إنساني وتقدير للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
غير أن الواقع يكشف اليوم عن صورة أكثر تعقيداً حيث بدأ بعض المواطنين يلتفون على القرار ويستعدون لذبح الأضاحي قبل العيد بيوم أو يومين، في مشهد يُثير تساؤلات حول مدى الالتزام الجماعي والتضامن الوطني.
في الأسواق، عادت مظاهر بيع الأضاحي بقوة وتراجعت موجة الانخفاض في أسعار اللحوم التي سُجلت مباشرة بعد القرار الملكي مما يشير إلى عودة الطلب بشكل غير رسمي وتزايد الضغوط على الأسر، خاصة من حيث التقاليد المجتمعية والضغوط الاجتماعية التي تُغلّب المظاهر أحياناً على المصلحة العامة.
المفارقة المؤلمة أن لحظة الإجماع الوطني التي صنعها القرار الملكي، والرسائل القوية التي وجهها في اتجاه التكافل والتضحية من أجل الفئات الهشة، بدأت تتفكك تدريجياً تحت ضغط العادات والرغبة في الحفاظ على طقوس العيد.
وهذا ما يحتم اليوم إعادة فتح النقاش المجتمعي حول الأولويات الوطنية، وقدرتنا كمجتمع على ترجمة التوجيهات العليا إلى التزام فعلي يُجسد قيم المواطنة والمسؤولية الجماعية، خاصة في أوقات الأزمات.