مهزلة الكاف: محمد جدري يضع « VAR » والتحكيم برادس تحت المجهر

محمد جدري

بعد أن هدأت النفوس نسبيا، و أخد مسافة عن مجريات المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية. وفي انتظار ماستؤول إليه الأمور في القادم من الأيام. وقبل الغوص في أحقية الوداد من عدمها، لابد من التذكير، بالمبادئ العامة التي تؤطر كرة القدم العالمية، و التي تحرص الفيفا على تطببقها، مرتكزات تتلخص في ثلاث نقط أساسية، تكافئ الفرص، الشفافية و الروح الرياضية.

من أجل تحليل المعطيات بكل موضوعية و تجرد، تجب الإشارة لمجموعة من المعلومات التي أحاطت بهذه المباراة:

1. إلى حدود دور النصف نهائي من المسابقة، لم يتم استعمال تقنية الفيديو المساعدة للحكام VAR.
2. بقرار من المكتب التنفيذي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تقرر اعتماد تقنية VAR في نهائي المسابقتين الإفريقيتين، عصبة الأبطال و كأس الكونفدرالية.
3. تم اعتماد تقنية VAR بدون أدنى مشاكل تقنية أو لوجيستية في كل من بركان، الإسكندرية والرباط.

بالرجوع للمجريات المحيطة بالمباراة النهائية بين الترجي التونسي و الوداد المغربي، تستوقفنا مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات:

1. خلال الإجتماع التقني الذي يسبق عادة المباريات الرسمية، تم توزبع ورقة المباراة feuille de match, و التي تحتوي على أسماء حكام الساحة و كذلك أسماء حكام تقنية VAR، وفقا لتعييناتهم الموثقة بالموقع الإلكتروني للكاف و لم يتم إخبار مسؤولي الوداد المغربي، بوجود مشاكل في اعتماد هذه التقنية يوم المقابلة ؟
2. لماذا لم يتم إخبار الوداد المغربي، بمراسلة HAWK-EYE الشركة المعتمدة من طرف الكاف لتقنية VAR،و التي تخبر من خلالها هذا الأخير، تعذر استعمال التقنية لعدم وصول قطع الغيار من الرياض في الوقت المحدد، وتعتذر عن هذا الخطأ ؟
3. لماذا تم تتبيث صندوق VAR, في محيط الملعب، و على مرآى من الجميع، الشيء الذي يوحي باستعمال هذه التقنية أثناء المباراة ؟

لنعد الآن لماذا وقع أثناء المباراة،خلال الشوط الأول يتمكن الترجي من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 42, و ينتهي معها هذا النصف الأول بتقدم الترجي على الوداد. بعد عودة الفريقين من غرف الملابس، يندفع الوداد بكل ثقله من أجل تسجيل هدف التعادل و بالتالي، العودة لنقطة الصفر، وبالفعل، يتمكن اللاعب وليد الكرتي من التسجيل عن طريق ضربة رأسية، لكن حكم الساحة الغامبي باكاري غاساما، ألغى الهدف بداعي تسلل اللاعب، الذي سيتبين من خلال الإعادة التيلفزيونية أن الهدف صحيح 100%، بعد توقف الكرة، على إثر ضربة خطأ لصالح أحد لاعبي الترجي، سيطالب لاعبو الوداد من الحكم،الرجوع لتقنية VAR للتأكد من وجود التسلل من عدمه, بعد أخد و رد، يستدعي الحكم، عميدي الفريقين، ليخبرهما بأنه يتعذر عليه الرجوع للتقنية، لأنها غير مستعملة، بعد ذلك، تتوقف المقابلة، لأكثىر من ساعةو نصف، ليعلن بعدها حكم الساحة، نهاية اللقاء، و تتويج الترجي التونسي بالمسابقة.

لكن، المسكوت عنه، هو أن مجموعة من الأمور حصلت أثناء توقف اللقاء:

1. على أي أساس استند أحمد أحمد رئيس الكاف، للنزول لأرضية الملعب و التفاوض مع رئيسي الفريقين؟
2.أليس حكم الساحة، المسؤول الأول و الأخير، عن مايجري في رقعة المستطيل الأخضر، ماجرى ليلة أول أمس، أبان للعالم أجمع أن باكاري غاساما و مساعديه، بقيا بعيدين عن أجواء التفاوض العلني ؟
3. لماذا انتظر حكم الساحة أكثر من ساعةو نصف على توقف المقابلة، ليعلن عن نهايتها، في حين أن القوانين المنظمة، لاتسمح بتوقف المقابلة لأكثر من عشرين دقيقة ؟
4. استند الحكم في قراره، على اعتبار فريق الوداد منسحبا من المباراة، في حين أن الإنسحاب له بنود تنظمه، إذ على عميد الفريق، رفقة الكاتب الإداري، التوجه نحو مندوب اللقاء و بحضور الحكم الرئيسي، و اخباره برغبة فريقه في الإنسحاب من المباراة، و هو مالم يحصل أثناء المقابلة، بل أكثر من ذلك، فإن الحكم أعلن نهاية المباراة في وجود لاعبي الوداد داخل أرضية الملعب ؟
5. بما أن الترجي اعتبر منتصرا، لماذا يستدعي رئيس الكاف لجنته التنفيذية في لقاء مستعجل يوم الثلاثاء القادم لدراسة مآل المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية؟

انطلاقا مما سبق، يتبين بالملموس و بالحجة و الدليل، أن مسؤولية الكاف فيما جرى ثابثة بشكل لا يدعو للشك. وعليه، فإن مسؤولي الوداد بمعية مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مدعوون لتحضير ملف متكامل، للدفاع عن مشروعية احتجاجاتهم أمام الكاف، والفيفا و المحكمة الرياضية الدولية TAS , إن اقتضى الحال.
فمشروعية حقوق الوداد ترتكز، على مبادئ كرة القدم العالمية:

1. مبدأ تكافؤ الفرص: لا يعقل أن يلعب ذهاب النهائي بتقنية VAR، في حين يتعذر ذلك خلال لقاء العودة.
2. مبدا الشفافية: بديهيات الشفافية، هو توفر المعلومة، في حين أن الكاف تعمد عدم إخبار الوداد بتعذر استعمال التقنية رغم توصله بمراسلة من الشركة المعتمدة.
3. مبدأ الروح الرياضية: تقتضي الروح الرياضية، أن تكون المتافسة شريفة بين المتنافسين، و أن يكون المنتصر من خلال مجريات اللقاء داخل أرضية الملعب و ليس خارجه، كما جرى ليلة أول أمس.

ختاما، نتمنى من اللجنة التنفيذية للكاف، أن تستمع لصوت الحكمة، و تدعو لإعادة المقابلة، و تتحمل مسؤوليتها كاملة، و تعاقب المسؤول عن هذا التقصير، الذي لطخ صورة الكرة الإفريقية أمام مرآى و مسمع من العالم بأسره، كرة القدم بالقارة السمراء التي يعتبرها الكثير من المتتبعين أنها تعيش في فساد مستشري منذ زمن بعيد، تجلت آخر فصوله في إعادة مباراة السينغال و جنوب افريقيا برسم الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، بعد تورط حكم المباراة في قضية رشوة، و الحكم عليه بالتوقيف مدى الحياة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *