علي الواد/فاس
تتواصل مظاهر الفوضى داخل المؤسسات الصحية العمومية، وهذه المرة من خلال واقعة صادمة بطلتاها ممرضتان متدربتان ظهرتا في بث مباشر على «تيك توك» خلال ساعات العمل داخل مستشفى ابن باجة بمدينة تازة.

الفعل الذي أثار موجة غضب عارمة لدى المواطنين والمهنيين على حد سواء، فتح الباب واسعاً أمام السؤال القديم الجديد: أين هي وزارة الصحة من هذه الفوضى؟
الوزارة التي كان يفترض أن تكون الحارس الأول لهيبة القطاع واحترام مهنيته، تركت حسب مراقبين الوضع ينفلت إلى حدود أصبح معها كل من يرتدي بلوزة بيضاء يظهر في أعين المرضى كأنه من الطاقم الرسمي، في غياب أدنى شروط التنظيم والرقابة.
مصدر نقابي من داخل المستشفى أكد أن الممرضتين مجرد متدربتين، لكنه اعترف بأن المرضى لا يفرّقون بين المهني والمتدرب والمتطوع، بسبب غياب بطاقة مهنية واضحة وموحدة، وهو طلب – كما يقول – رفعه المهنيون مراراً للإدارة دون استجابة من الوزارة الوصية.
ويشدد النقابيون على أن المشكل أعمق بكثير من “فيديو على تيك توك”، بل هو تجلٍّ لـ فوضى عارمة تجعل أي شخص قادراً على الادعاء بأنه ممرض، في ظل غياب إصلاح هيكلي وتنظيمي حقيقي.
أعضاء من نقابة الممرضين حذّروا من أن السماح لأشخاص غير مؤهلين بالتواجد أو تقديم أي نوع من “الخدمات” داخل المرافق الصحية يشكل خطراً مباشراً على صحة المغاربة.
كما أشاروا إلى أن مثل هذه السلوكيات لا تسيء فقط لصورة المهنة، بل تكشف عن عجز مزمن في الحكامة الصحية، وغياب رؤية واضحة لمسؤوليات ومهام كل فاعل داخل المنظومة.






