فضيحة دعم المواشي.. من يكذب على المغاربة أخنوش أو نزار بركة أو هما معا؟

قال ألكسندر بوب “من يكذب مرة لا يُدرك قدر الورطة التي وقع فيها، فعليه أن يخترع عشرين كذبة أخرى للحفاظ على هذه الكذبة”، لهدا نحن ننتظر من رئيس الحكومة عزيز أخنوش أو نزار بركة زعيم حزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء أن يخترعان عشرين كذبة ليقنعان المغاربة بصاحب الرواية الصحيحة في ما بات يعرف بفضيحة دعم المواشي.

فنزار بركة أثار جدلاً واسعاً عقب تصريحاته التي قال فيها إن مستوردي الأغنام والأبقار حققوا أرباحاً تصل إلى 13 مليار سنتيم على حساب المواطنين، وأن الجشع ومنطق الهمزة يضرب القدرة الشرائية للمغاربة، كما حدث في هدا الدعم الحكومي، الذي استُغِلّ لمضاعفة الأرباح ولم يؤثر على الأسعار في عيد الأضحى الفارط.

وزاد قائلا إن “هناك من استفادوا من دعم 500 درهم وباعوا الأضاحي بثمن السوق. صحيح أن هناك من يقول إنه أمر قانوني، لكننا نقول إنه غير أخلاقي لأنهم استفادوا من دعم الحكومة لخفض الأثمان وليتمكن المغاربة من شراء أضحية العيد، لكنهم فضلوا أخذ الدعم والزيادة في أرباحهم” ، مضيفا “كبش يساوي 2000 درهم يتم بيعه بـ4 آلاف درهم، أي إنهم ربحوا 100 بالمئة، وهذا غير أخلاقي”.

بعد هذا التصريح المزلزل لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، تم تكليف الطالبي العلمي للرد على نزار بركة،حيث إعتبر أن العدد الحقيقي للمستوردين الذين حصلوا على دعم استيراد المواشي هو 100، والمبلغ الذي صرف لهم من الميزانية العامة، كما هو موثق بالوثائق، هو 300 مليون درهم فقط.

وبعد أن دخل حزب الاصالة والمعاصرة على الخط وباقي أحزاب المعارضة التي رأت في الأمر فضيحة سياسية وأخلاقية تستوجب المسالة القانونية ولما لا الإطاحة بالحكومة من خلال الاليات الدستورية كما هو الشأن بالنسبة لملتمس الراقبة، تدخل عزيز أخنوش شخصيا ولملم أوراق أغلبيته الحكومية وتم الإتفاق على وقف التصريحات والتصريحات المضادة في هذا الموضوع أو اي موضوع آخر، وأن تعالج الامور في إجتماعات مغلق للاغلبية، كما تم الاتفاق على وقف ما بات يعرف بـ »السباق » نحو « حكومة المونديال »، وذلك حتى نهاية عام 2025، والامتناع عن تقديم أي تصريحات تعبر عن الرغبة في تصدر الانتخابات المقبلة، على اعتبار أن ذلك سابق لأوانه، ولا يزال متسع من زمن العمل الحكومي يجب استغلاله حتى نهاية عام 2025 على الأقل.

لكن المفاجئة هو عودة عزيز أخنوش رئيس الحكومة للحديث في الموضوع رغم الاتفاق على وقف التراشق العلني بين مكونات الأغلبية، حيث أكد من خلال منصة اللقاءات التواصلية التي أطلقها التجمع الوطني للأحرار من مدينة الداخلة عن رفضه لـ”ترويج الإشاعات والأكاذيب” حول دعم استيراد المواشي معتبرا كل ما قيل في هذا الشأن كذب وإشاعة.

وتصاعدت هذه الاتهامات بعد طلب الأغلبية تشكيل مهمة استطلاعية بدلا من لجنة تقصي حقائق، حيث اعتبرت المعارضة أن الحكومة تستعمل أساليب ”المكر” السياسي، مؤكدة إلى أن مبادرة المعارضة بمجلس النواب المتمثلة في الدعوة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق كان يفترض أن تواجه بروح إيجابية، طالما أن الهدف هو الوصول إلى الحقيقة.

واتهم أخنوش قي ذات اللقاء مسؤولا سياسيا ووزيرا سابقا لم يذكره بالاسم بـ”ترويج الكذب” في ملف الدعم الحكومي المخصص لاستيراد القطيع من الخارج، وأورد في هذا الصدد، “حزبنا يتعرض اليوم لمجموعة من الإشاعات، وأستغرب لمسؤول سياسي سابق كان وزيرا يقوم بتغليط الناس.

فمن الذي يكءب على المغاربة ؟ هل عزيز أخنوش أو نزار بركة أو هما معا؟ وهل سيضظر الكاذب الحقيقي لإختراع عشرين كذبة أخرى للحفاظ على كدبته؟