الدول الإسكندنافية أو دول شمال أوروبا تعاني من مشكلة مزمنة تتمثل في نقص عدد السكان، ولا حل لزيادة عدد السكان إلا بالهجرة أو الإنجاب المتزايد. ومع انتهاج سياسة ترفض الهجرة، فلا بديل إلا أن يتجه السكان المحليون لزيادة الإنجاب. لكن كيف تقنع السكان الإسكندنافيين بإنجاب المزيد من الأطفال وهم شعوب لا تميل لتكوين عائلات كبيرة؟ فالحرية في الاستمتاع بالحياة بالنسبة لهم أهم من إنجاب أطفال.
فنلندا، البلد الذي تزيد مساحته عن 335 ألف متر مكعب وعدد سكانه حوالي 5.5 مليون نسمة، ما يقارب ثلثهم من كبار العمر، تبحث عن حلول لزيادة عدد السكان. أعلنت الحكومة الفنلندية عن تحقيق حكومي يدرس تقديم عروض مالية تصل إلى 30 ألف يورو أو ما يعادل 340 ألف كرون سويدي منحة مجانية للشابات اللاتي ينجبن طفلهن الأول قبل بلوغهن الثلاثين عامًا.
تأتي هذه الخطوة في ظل الانخفاض الملحوظ في معدلات المواليد في فنلندا، وانخفاض عدد الوفيات بين كبار العمر بسبب تقدم خدمات الرعاية الطبية، حيث سجلت البلاد أدنى معدلات ولادة في تاريخها. هذا يشير إلى أن نصف الشعب الفنلندي قد يتحول لكبار العمر إذا استمر هذا الوضع.
بلغ معدل الخصوبة في فنلندا 1.2 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب عام 2023، مقارنةً بمعدل 1.45 في السويد. يشير التقرير إلى أن الكثير من الأمهات الجدد حالياً هن فوق الثلاثين عامًا، وهذا يعني أن المرأة التي تنجب طفلها الأول في منتصف الثلاثينيات غالباً لن تكرر الحمل مرة أخرى، ولكن الفتيات اللاتي ينجبن طفلهم الأول في العشرينيات غالباً ينجبن طفلاً آخر.
وقالت أنيلي ميتينن، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة الضمان الاجتماعي الفنلندية (FPA): “من المهم التفكير في جميع الطرق التي يمكن أن تشجع المزيد من النساء على إنجاب الأطفال، والمال هو واحد من أهم هذه الطرق التي تدعم وتحفز الشباب على إنجاب الأطفال.”
