بقلم: خ.أبو مهدي
بعد أسبوع واحد فقط من خروجه من السجن بعفو ملكي، كان سليمان الريسوني في جلسة خمرية بالدار البيضاء، يتحدث بثقة مفرطة عن “مستقبله” وما يراه لنفسه من موقع “استحقاق”.
أحد أصدقائه المقرّبين حاول، بحسن نية، معرفة ما يخطط له سليمان بعد السجن، بل وعرض عليه وظيفة في أحد المواقع الإلكترونية براتب محترم يبلغ 14 ألف درهم. لكن سليمان انتفض بازدراء، قائلاً لصديقه: “واش نت حمق؟ أنا دخلت الحبس باش نتخلص 14 ألف درهم؟”
الصدمة لم تتوقف هنا. فحين استفسر الصديق عن المبلغ الذي يرضيه، كشف سليمان عن عقليته الحقيقية: “أنا كنت قبل من الحبس رئيس تحرير، عندي أكثر من 30 ألف درهم وزيد عليها بزاف ديال الامتيازات… دابا ما غاديش نخدم ونضرب تمارة، خاصهم يعطيوْني تعويض.”
حين سأله صديقه: “ومن هم هؤلاء الذين يجب أن يعطوك التعويض؟”
كان الجواب صريحاً وصادماً: “الدولة.”
وحين استغرب الصديق قائلاً: “كيفاش الدولة؟ واش نتا دخلتي الحبس باش تعيط لك الدولة؟”
رد سليمان بلا تردد: “أنا ما سوقيش… الدولة خاصها تعطيني باش نعيش، وإذا ما عطاونيش غادي نخرج فيهم اللي كاين واللي ما كاينش… الملك، الصحراء… كلشي نهضر عليه، حيث ما عندي ما نخسر.”
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد حذّره صديقه بأن هذا التوجه سيضر باقي المعتقلين، وخاصة نشطاء الريف، لكن الريسوني فجّر مفاجأة أخرى قائلاً باستخفاف: “ما سوقيش فحتى حد… وما تقارنيش بريافة… أنا سليمان الريسوني، والزفزافي كان غير سيكريتي… يبقى في الحبس ويموت فيه، أنا ما كيهمنيش… والله حتى نريب الحفلة إلا ما عطاوني.”
خرج الصديق مصدوماً مما سمع، غير مصدق أن من ظنه يوماً “مناضلاً” يتحدث بهذه العقلية الانتهازية المريبة. غادر الجلسة على عجل وهو يردد في نفسه: “Soulaimane est salopard…”
هكذا يظهر الوجه الخفي لسليمان الريسوني، بعيداً عن شعارات الحرية والنضال التي يرفعها في العلن، وفي الحلقة الثانية سنواصل كشف المزيد من خباياه وعلاقاته المشبوهة…
يتبع…