في خبايا سليمان الريسوني.. مال الجماعة كيعلم السرقة (الحلقة 4)

هاشتاغ _ بقلم: خ. أبومهدي

يقول المثل المغربي الدارج: “المال السايب كيعلم السرقة” والحقيقة أن المال حين يغيب عنه الرقيب والحسيب يتحول إلى أداة للفساد والانحراف بدل أن يكون وسيلة للبناء والإصلاح.

هذه القاعدة لا تستثني الجماعات الدينية التي تنمو في الظل وتتعامل مع أموال ضخمة مجهولة المصدر والوجهة لا أحد يسأل: من أين جاءت؟ ولا أين تُصرف؟

في المغرب توجد جماعة غير شرعية جمعت من المال ما يفوق خيال قارون أو كما يقول أحد الحكواتيين: “أموال تترعرع”، مشاريع خفية وإعانات ومساهمات متدفقة كلها تدخل خزائن الجماعة دون محاسبة أو مساءلة والحديث عن هذه الأموال محرّم داخل الجماعة قبل خارجها وكأنها أموال مقدسة لا يجوز لمسها أو حتى التساؤل عنها.

دعونا نترك المال جانبا للحظة ونعود إلى “بطلنا” سليمان الريسوني لفهم سبب دفاع بعض أزلام هذه الجماعة عنه.

فخلال فترة سجنه بتهمة هتك عرض ذكر ظهر الوجه الحقيقي للرجل ليس لأنه لا يكسب بل لأنه كما يقال بالدارجة: “يدو مثقوبة” كل ما يدخل جيبه يخرج منه بسرعة.

أسرته وزوجته وطفله احتاجوا إلى من يعيلهم وهنا تدخلت الجماعة بسخاء راتب شهري نقداً للسيدة وعسل فاخر لسليمان الذي كان مولع به حتى داخل السجن.

حلقة الوصل دائما هو شاب الجماعة الذي لا يشيخ و الذي لا يكل و لا يمل و الذي لا يشتغل اي شيء و يتقاضى كل شيء.

والمدافع عنه اليوم خبير في “شؤون العسل” ومنافعه، والجماعة لم تتردد في تلبية الرغبات مهما كانت نوعيتها طالما سليمان يسب الدولة ويتطاول على مؤسساتها.

بعد طلبه العفو وخروجه من السجن، رفعت الجماعة راتبه بسخاء أكبر فهي تعرف جيداً ميولاته وحاجياته (النبيذ المعتق وغيره).

بالنسبة إليهم المال مجرد “وسخ دنيا” والغرض الحقيقي هو استغلال سليمان كورقة للهجوم على مؤسسات الوطن.

لكن سليمان الربسوني بطبعه الطماع لم يكتفِ بدعم الجماعة بل طالب الدولة نفسها براتب قدره 30 ألف درهم شهريا تعويضاً عن… شذوذه!

خروج سليمان الريسوني إلى تونس لم يكن كما رج له بل لأن الجماعة أوقفت دعمها المالي بعدما تكاثرت الأسئلة داخل صفوفها: “قولوا لينا علاش كتعطيو لهاد السيد الفلوس؟” كما لم تقبل الجماعة بحثه عن مصادر تمويل أخرى فهي لا تتسامح مع التعدد في الولاءات السياسية.

هكذا بدأت متاعب سليمان الريسوني المالية وبدأت رحلة البحث عن ممول جديد… من يكون؟ ستكتشفونه في الحلقة القادمة.

يتبع..