في عز الأزمة… الوداد يطارد السراب وأيت منا يوهم الجماهير بنجوم من ورق

العربي مولاي أحمد
في وقت يرزح فيه نادي الوداد الرياضي تحت وطأة أزمة مالية خانقة، تتصاعد الأخبار عن نية إدارة الفريق، بقيادة سعيد أيت منا، التعاقد مع نجم عالمي من طينة سيرجيو راموس أو كريستيانو رونالدو، رغم تقدمهما في السن وارتفاع سقف مطالبهما المالية. هذه الخطوة تثير الكثير من علامات الاستفهام حول النوايا الحقيقية للإدارة الحالية، وحول مدى واقعية التوجهات المستقبلية للنادي.

بحسب ما كشفه الصحفي جمال اسطيفي في برنامج “المريخ الرياضي”، فإن الوداد دخل في مفاوضات فعلية مع المدافع الإسباني سيرجيو راموس، والذي اشترط الحصول على مبلغ 5 ملايين دولار، إضافة إلى طائرة خاصة، وهو ما يعكس الهوة الكبيرة بين الإمكانيات الحالية للنادي وطموحات رئيسه.

إن التوجه نحو استقدام لاعبين مخضرمين، رغم مسيرتهم الحافلة، لا يبدو خيارًا عقلانيًا في سياق الأزمة المالية التي يعيشها النادي. فالعائد الرياضي من لاعب متقدم في السن سيكون محدودًا، في مقابل تكلفة مالية ضخمة قد تثقل كاهل الفريق وتزيد من معاناته البنيوية.

يرى العديد من المتابعين أن هذه “الصفقات الحلم” لا تعدو كونها محاولة من أيت منا لتلميع صورته أمام الجماهير الودادية، بعد فشله في تدبير ملفات حيوية تتعلق بتسيير الفريق، سواء من حيث النتائج أو البنية الإدارية. فبدل التركيز على التكوين، وتسوية الديون، وضمان استقرار النادي، تلجأ الإدارة إلى إثارة إعلامية قد تُلهي الأنصار مؤقتًا، لكنها لن تُخفي الواقع المرير.

التفكير في التعاقد مع لاعبين عالميين كبار السن في ظل غياب بنية مالية وتنظيمية قوية هو ضرب من العبث. فالجماهير الودادية التي عاشت لحظات مجد حقيقية، لا تحتاج إلى وهم استعراضي بقدر ما تحتاج إلى مشروع رياضي حقيقي يعيد للفريق هيبته، ويحترم تاريخه، ويضمن مستقبله.