في عز “الكان” واستنفار الثلوج والفيضانات.. وزير الصحة يعاكس التعليمات الملكية ويمنح الكاتب العام للوزارة رخصة عطلة خارج المغرب

في الوقت الذي تحتضن فيه المملكة المغربية نهائيات كأس أمم إفريقيا، وسط تعبئة وطنية شاملة واستنفار صحي غير مسبوق، وتزامناً مع تنزيل التعليمات الملكية السامية المتعلقة بمواجهة آثار التساقطات الثلجية والأمطار والفيضانات بالمناطق الجبلية والقروية، وإحداث مستشفيات عسكرية ميدانية لضمان الحق في العلاج والرعاية الصحية، فضّل الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عبد الكريم مزيان بلفقيه، مغادرة التراب الوطني لقضاء عطلته.

وكشفت مصادر نقابية لموقع “هاشتاغ” أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، منح الكاتب العام للوزارة رخصة عطلة خارج المغرب، رغم الضغط الكبير الذي تعرفه المنظومة الصحية، سواء بسبب التظاهرة الكروية القارية أو بفعل التحديات المناخية والإنسانية المتزامنة.

وتأتي هذه المعطيات حسب ذات المصادر النقابية المتحدثة لموقع “هاشتاغ” في وقت عبأت فيه الدولة، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مختلف أجهزتها لضمان الجاهزية القصوى، من خلال إطلاق برامج صحية استعجالية، وتفعيل مخططات التدخل لمواجهة الفيضانات وموجات البرد، وتسخير القوات المسلحة الملكية لإحداث مستشفيات ميدانية بالمناطق المتضررة.

وحسب المصادر نفسها، فإن قرار الترخيص بمغادرة الكاتب العام للوزارة في هذا الظرف الحساس يطرح علامات استفهام كبرى حول منطق التدبير داخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومدى الانسجام مع التوجيهات الملكية السامية التي تضع صحة المواطنين وسلامتهم في صدارة الأولويات الوطنية.

وأضافت مصادر موقع “هاشتاغ” أن غياب الكاتب العام، الذي كان يشرف على تنسيق عدد من الملفات الصحية الحساسة، خلق حالة من الارتباك داخل بعض المصالح المركزية والجهوية، في وقت تتطلب فيه المرحلة حضوراً إدارياً دائماً، وتفاعلاً سريعاً مع المستجدات الصحية والاستعجالية، خاصة في ظل الضغط الجماهيري المرتبط بكأس إفريقيا، والتحديات المناخية المتواصلة.

وأمام هذا الوضع، يتعزز الجدل حول مسؤولية وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، في الترخيص بهذه العطلة، وحول مدى احترام روح التعليمات الملكية السامية التي شددت على التعبئة الشاملة والانضباط المؤسساتي خلال هذه الظرفية الدقيقة، ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع بشأن الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة داخل قطاع حيوي لا يحتمل الغياب في زمن الاستنفار.