قبل صافرة الختام… الرباط تتحول إلى غرفة قيادة كأس إفريقيا 2025

هاشتاغ
قبل تسعة أيام فقط من إسدال الستار على نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي تتواصل إلى غاية 18 يناير المقبل، تفرض مدينة الرباط نفسها كالعاصمة الفعلية للعرس الكروي القاري، وكمركز عصبي تُدار منه أدق تفاصيل النسخة الخامسة والثلاثين من المسابقة الإفريقية الأبرز.

وبحكم احتضانها لمقر اتخاذ القرار المرتبطة بتنظيم البطولة، أصبحت الرباط نقطة التقاء مختلف الفاعلين، في تنسيق محكم يجمع بين الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، واللجنة المغربية المشتركة، والمؤسسة المشرفة على التظاهرة. ومن العاصمة، تُدار العمليات بشكل متواصل، لحظة بلحظة، ما جعلها عاصمة غير معلنة لكرة القدم الإفريقية خلال هذه الفترة.

رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، اتخذا من الرباط مقراً رئيسياً لتحركاتهما، حيث لا يغادرانها إلا لحضور بعض المباريات، قبل العودة سريعاً لاستكمال سلسلة الاجتماعات والتنسيق المستمر. ومن هذا “البرج القيادي”، الذي يشبه خلية نحل لا تهدأ، تصدر التوجيهات بلغات ولهجات متعددة، تعكس الطابع الدولي والتنظيمي المعقد للبطولة.

وعلى المستوى التنظيمي، تسير المنافسات بوتيرة منتظمة وعلى مدار 24 ساعة، دون تسجيل أي اختلالات تُذكر، باستثناء بعض التساقطات المطرية التي تم التعامل معها باحترافية عالية، دون أن تؤدي إلى إيقاف أو تأجيل أي مباراة، عكس ما شهدته تظاهرات رياضية سابقة. ويقف وراء هذا النجاح مئات الأطر التنظيمية التي تظل في حالة استنفار دائم بالرباط، مع مواكبة دقيقة لباقي المدن المستضيفة.

في المقابل، تعيش العاصمة على وقع حركية غير مسبوقة. المدينة، المعروفة بهدوئها، تحولت إلى فضاء نابض بالحياة ليلاً ونهاراً، بفعل التوافد الكبير للجماهير المغربية والأجنبية. ملاعب الرباط الأربعة باتت قبلة لعشاق الكرة الإفريقية، مسجلة أرقام حضور قياسية، سواء في مباريات المنتخب الوطني المغربي أو لقاءات منتخبات أخرى.

هذا الزخم انعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية المحلية، حيث عرفت الفنادق والمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية انتعاشاً ملحوظاً، مع ارتفاع غير مسبوق في نسب الإقبال، ما عزز صورة الرباط كوجهة قادرة على احتضان التظاهرات الكبرى.

وبحسب متتبعين، فإن اختيار الرباط مقراً مركزياً لكأس إفريقيا للأمم 2025 يثبت، على جميع المستويات، صواب هذا القرار، سواء من حيث الجاهزية التنظيمية، أو القدرة على التنسيق، أو الأثر الاقتصادي والسياحي، ليؤكد المغرب مرة أخرى مكانته كفاعل محوري في تنظيم التظاهرات الرياضية القارية والدولية.