قرر منصف أمزان، مدير ديوان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تقديم استقالته من منصبه بعد صراع داخلي مع مستشارة وُصفت بأنها “الوزيرة الفعلية” داخل الوزارة، في ظل غياب أي تجاوب من رئيس الحكومة عزيز أخنوش مع تظلماته.
وبحسب مصادر نقابية متحدثة لموقع “هاشتاغ”، فإن المستشارة، التي كانت تشغل منصب رئيسة ديوان عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي قبل التحاقها بالوزارة، استطاعت فرض سلطتها على مختلف المديريات والأقسام والمصالح، متجاوزة دورها الاستشاري إلى التحكم في القرارات الإستراتيجية، بما في ذلك إدارة الصفقات العمومية والتدخل في شؤون المسؤولين المركزيين والجهويين.
وحاول مدير الديوان المستقيل التصدي لهذا النفوذ المتزايد، ورفع شكايات إلى الوزير أمين التهراوي، ثم إلى رئيس الحكومة نفسه، غير أن صمتهما وعدم اتخاذ أي إجراء جعله أمام خيار وحيد وهو الانسحاب من منصبه.
ووفق نفس المصادر النقابية، فإن المستشارة المعنية لم تكتفِ بفرض توجهاتها داخل الوزارة، بل أصبحت تعقد اجتماعات أشبه بـ”جلسات الاستنطاق”، حيث تفرض على الأطر والمسؤولين التعامل مع مكتب دراسات معين، تم تكليفه بملف إعادة الهيكلة بطرق مثيرة للجدل، مطالبة إياهم بتقديم معطيات ووثائق حساسة حول القطاع.
وفي ظل ما وصفه المصدر بـ”سيطرة غير مسبوقة” للمستشارة، وتراجع دور الوزير أمام نفوذها، فضل مدير الديوان مغادرة المنصب، خاصة بعدما أصبح كل قرار داخل الوزارة يمر عبرها.
وتلقي استقالة منصف أمزان بظلال من الشك حول من يدير فعلياً وزارة الصحة، وسط تساؤلات عن مستقبل القطاع في ظل هذه الأجواء المشحونة.