روبورطاج موقع هاشتاغ – سلا
أطل يوما العلامة الحسن بن مسعود اليوسي، وهو من شيوخ الزاوية الدلائية، على مدينة سلا وقال مادحا:
سلا القلب في مرسى سلا وتجملت
وأطلع في النفس السرور شموسهم
بلاد، فكلتا ضفتيها فكأنــــــــــــــها
ركائب هم كن خيمن في الصدر
بياض مبانيها وأمواجها الخضر
وشاحان أو جفن على ذلك النهر
قصة الإسم
لم ترتبط أي من المدن المغربية بتاريخ المغرب كاملا قديمه وحديثه كما ارتبطت به مدينة سلا. فقد مرت المدينة تقريبا بكل مراحل الصراع التي عاشها المغرب بل وعاشتها منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال مرحلة من المراحل التي تم فيها ترحيل آخر مسلم من الجزيرة الإيبريبة.
اسم المدينة مذكور في تواريخ الروم بهذا الاسم، وكتبت في بعض كتب التاريخ العربي هكذا: سلى. الناصري في (الاستقصا). بعض الروايات الأخرى تقول بأن المدينة سميت باسم بانيها وهو ملك اسمه (سلا) من ملوك العالم الأقدمين (أبو العباس بنعاشر الحافي).
روى أحد المؤرخين قصة فتح مدينة سلا على يد عبد المومن بن علي الموحدي فقال: “كان فتحها على يد رجل يسمى يبورك وابنيه محمد وعلي، وذلك أنهم أرسلوا إلى الموحدين فوصلوا ليلا، وأكثروا فيها القتل إلى الفجر، وأتاها عبد المومن ليعيد فيها عيد الأضحى.
بحسب المؤرخين استقر الموحدون ما يقارب القرن من الزمن في مدينة سلا وأكثروا فيها العمران والتشييد، واستقدموا إيها القبائل العربية ولهذا لا تجد غرابة إذا سمعت كنيات مثل العراقي والفيلالي والصنهاجي والهلالي. انتشرت في تلك الآونة صناعة الثياب والزرابي والعاج والشمع وعسل مكناس وبالمقابل يبيعون القماش.
جلب الازدهار الذي عرفته مدينة سلا ويلات الأطماع عليها فكانت أول مدينة مغربية تتعرض لحملة أوربية حينما قام ألفونسو ملك قشتالة بالهجوم في بداية القرن الثالث عشر الميلادي.
سلا مدينة المرينيين ورمز فخرهم
تصنف كتب التاريخ مدينة سلا على أنها مدينة موحدية بما شهدته المدينة في هذا العهد من عنفوان وازدهار. فقد شيد فيها يعقوب المنصور الموحدي المسجد الأعظم غير أن المدينة شهدت أزهى فتراتها في عهد المرينيين، الذين جعلوا من هذه المدينة منافسا لـ”رباط الفتح” التي أسسها الموحدون.
أسس المرينيون إلى جانب المسجد الأعظم، الذي شيده يعقوب المنصور الموحدي عام 1196م، وبملاصقة له، المدرسة المرينية، وقد شيدها أبو الحسن المريني عام 1341، كأنما ليحاكي بها الحضور الموحدي من خلال الجامع الأعظم. كما زودت المدينة خلال هذه الحقبة بسور الأقواس، أو سور الماء العظيم، الذي أنشئ بطريقة هندسية بديعة، لتزويد المدينة بالماء.
طوقت المدينة، بوصفها واجهة دفاعية متقدمة، في خضم ازدياد حملات القرصنة، خاصة في العهد المريني وما بعده، بالأسوار والحصون الدفاعية، وبلغت هذه الأسوار بالمقاييس المعاصرة 4 كيلومترات ونصف.
ودعمت بأبراج عظيمة لحمايتها من غارات الأساطيل الأجنبية. وجعل للمدينة أبواب كبيرة تغلق ليلا أو عند الضرورات العسكرية، وأهم هذه الأبواب باب معلقة، وباب سيدي بوحاجة جنوبا، وباب الفران، الذي يؤدي إلى دار الصنعة، وباب فاس، أو ما يسمى بباب الخميس، وباب سبتة، حيث كانت السفن تجهز منه للسفر إلى مدينة سبتة وأخيرا باب شعفة.
الموريسكيون في سلا
استقر عدد كبير من الموريسكيين وهم المسلمون الفارون من محاكم التفتيش وعهود الاضطهاد في الأندلس، بمدينة سلا وقد كون هؤلاء عشيرة ذات امتيازات خاصة، وبما أنهم محاربون ومهرة في استعمال الأسلحة النارية، فقد حملوا معهم إلى مقامهم الجديد التي كانت سلا من بينها غريزتهم في السيطرة وحب الاستقلال.