ساعات قليلة تفصل عن إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام دي ميستورا في قضية الصحراء المغربية امام جلسة مجلس الأمن يوم غد، وما سيحمله التقرير نصف الدوري الذي يقدمه، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2756 ،حول نتائج مشاوراته مع أطراف النزاع والتحديات التي تواجه مسار التسوية، إلى جانب تقييم ميداني من رئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو للوضع في المنطقة.
يستعرض دي ميستورا في احاطته، آخر مستجدات الوضع وخلاصات المباحثات الاخيرة التي تمت بهذا الخصوص مع الأطراف المعنية بهذا الملف الإقليمي، الذي يراوح مكانه منذ أكثر من 40 عام، وسط أجواء غير متفائلة باداءه الذي يغلق 4 سنوات من مهمته الاممية من دون نتائج ملموسة.
هذه الاحاطة التي تأتي في سياق سلسلة من التحولات الدولية والاقليمية التي يشهدها العالم، وتترافق مع التأكيدات المتوالية على مغربية الصحراء، من المفترض أن تشكل مدخلا أساسيا لحسم نهائي لهذا النزاع، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة الداعمة للحكم الذاتي من وزراء خارجية فرنسا وإسبانيا وتجديد الإدارة الأمريكية الحالية لهذه المبادرة، الذي ينسجم مع توجهات الاخيرة حيال عدد من النزاعات الدولية الكبرى، كالملف الأوكراني والوضع في الشرق الأوسط، وصولا إلى منطقة الساحل والصحراء.
وبالتالي، هل يسجل دي ميستورا في الساعات القليلة القادمة احاطة غير مستنسخة عن احاطاته السابقة، باقتراحا واقعيا يتماشى مع التوجه الدولي والزخم الذي يلاقيه المقترح المغربي لإنهاء هذا النزاع ، ام سيراوح الملف مكانه الممتد منذ 40 عام ؟
ومع المعرفة التامة ان الإحاطة تعتبر اجراءا روتينيا ولا يترتب عليها اي قرار، الا إنها تعطي دلالات واشارات في الفضاء السياسي والدبلوماسي لا يمكن التغافل عنه، سواء ما يرتبط بأطراف النزاع ،أو بالمبعوث الأممي نفسه التي تشكل هذه الاحاطة محطة حساسة في مسار مهمته الدبلوماسية في هذا الملف.
وما سينعكس من جانب اخر على مستقبل بعثة “المينورسو” ايضا، فيكفي ان يتم تسجيل تحفظ او اعتراض على مهمتها من احد اطراف النزاع لانهاءها، أو ربما تكون هذه البعثة في مرمى نوايا أمريكا الحالية المتجهة الى إلغاء أو تقليص دعمها وإنفاقها على البعثات الأممية والمنظمات الدولية.
هاشتاغ/متابعة