قفف رمضان تشتعل في مراكش… دعاء للوزيرة المنصوري واتهامات لـ”البام” بالاستغلال السياسي

يتداول المغاربة هذه الأيام على تطبيق “واتساب” مقطع فيديو قصير، يوثق لحظة توزيع قفف رمضانية على سكان بمنطقة زاوية سيدي بالعباس، أحد المواقع الرمزية في مدينة مراكش. المشهد، الذي يفترض أن يكون فعلًا خيريًا نابعًا من روح التضامن، تحوّل بسرعة إلى مادة مثيرة للجدل، بعدما تخلله دعاء علني لـ”للا فاطمة الزهراء المنصوري”، وزيرة الإسكان وعمدة مراكش، وللملك محمد السادس بالشفاء، وسط عبارات تشجيع على مواصلة توزيع القفف.

المقطع، الذي يوثق توزيع “الكراطين” المحملة بمواد غذائية، كان كافيًا لإشعال موجة من الانتقادات، خصوصًا مع اعتراف أحد الموزعين بأن الفاعل هو “العيادي، ولد المنطقة وابن عم ديال المقاطعة”، ما زاد من الشكوك حول وجود خلفية سياسية أو انتخابوية وراء هذه المبادرة الظاهريًا “خيرية”.

في وقت تزداد فيه معاناة فئات واسعة من المغاربة مع ارتفاع الأسعار، تحولت قفف رمضان من تعبير عن التضامن إلى أداة مشبوهة لإعادة ترتيب الأوراق الانتخابية قبل أوانها، وهو ما دفع عددًا من السياسيين إلى دق ناقوس الخطر.

محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، خرج ليحذر من هذا الانزلاق، مطالبًا وزارة الداخلية بالتدخل لوقف “الاستغلال المفضوح للقفف في رمضان”، حيث قال صراحة إن بعض الجهات الحزبية تستغل الحاجة لتلميع صورتها واستمالة الناخبين في صمت.

البرلمانية فاطمة التامني بدورها لم تتردد في وصف ما يجري بـ”العبث السياسي”، مشيرة إلى أن استخدام الفقر كورقة ضغط انتخابية هو “تهديد حقيقي لنزاهة الاستحقاقات المقبلة” وضرب مباشر لقيم الديمقراطية والمساواة.

وبين “قفف الدعاء” و”صناديق الأصوات”، يجد المواطن البسيط نفسه مرة أخرى في قلب لعبة سياسية قديمة تتجدد كل موسم انتخابي، بنفس الأدوات، ونفس الوجوه، مع فارق واحد: الفقر في تزايد، والثقة في تناقص.