قواعد التفاوض الأممي والدبلوماسي بين حقيقة مغربية الصحراء و ضمان حل سلمي لنزاع الإقليمي المفتعل

محمد البغدادي (باحث في مركز الدكتوراه تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة)

لا شك أن خطاب ذكرى46 للمسيرة الخضراء المظفرة المؤرخ في 6 نونبر2021 ، يأتي في سياق إقليمي مضطرب مطبوع بمجموعة من الإنجازات الدبلوماسية والمكاسب السياسية والتنموية والميدانية وحجم التهديدات الخارجية الأخيرة بشأن قضية الصحراء المغربية في ظل مواصلة النظام الجزائري الاستفزازات المتكررة والسلوكات اللامسؤولة التي تعرقل مسلسل مفاوضات العملية السياسية بين أطراف النزاع الإقليمي المفتعل، وهي المغرب و الجزائر و جبهة البوليساريوالانفصالية وموريتانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب لا يتفاوض من أجل مغربية الصحراء والسيادة المغربية والمبادرة المغربية لمقترح الحكم الذاتي لسنة 2007 ، لكون أن مغربية الصحراء هي حقيقة ثابتة، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال فوق طاولة المفاوضات مع الأطراف المعنية بالنزاع الإقليمي المفتعل، ومحل نقاشات ومحادثات أممية ودبلوماسية ودولية، وذلك بحكم الحجج التاريخية والشرعية بما يتناغم ويتكامل مع ترسيخ مقاربة المملكة المغربية من أجل إيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل التي ترتكز على ثلاث دعائم رئيسية، وهي العمل المتواصل دوليا من أجل ترسيخ مغربية الصحراء ومواصلة التعاون الصادق مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ومواكبة الأوراش البناء للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية لسنة 2015 ، حيث أن المغرب يتفاوض من موقع المسؤولية والدولة على القضية أو عدالتها أو وحدته الترابية من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، انطلاقا من إيمانه بالمجتمع الدولي وبالمنتظم الدولي وبالآليات الأممية والدبلوماسية ، وذلك في إطار من المرونة والحكمة من جهة ، واحترام مبدأ حسن الجوار و التهدئة وضبط النفس من جهة أخرى ، وهذا ما أكده العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب ذكرى46 للمسيرة الخضراء المظفرة الذي مافتئ يسهر على تعزيز نجاحات السياسة الخارجية المغربية وتكريس الانتصارات الدبلوماسية بشأن قضية الوحدة الوطنية للمملكة.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو:كيف سيتعامل المنتظم الدولي تحديدا والمجتمع الدولي عموما مع هذه التطورات الميدانية المتسارعة على ضوء رسائل خطاب ذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة المؤرخ في 6 نونبر2021؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *