كأس إفريقيا يحرج حكومة أخنوش.. وبرلمانية من الأغلبية تكشف غياب رؤية سياحية لاستثمار الحدث القاري

في وقت يراهن فيه المغرب على تنظيم كأس إفريقيا للأمم كأحد أكبر الأحداث القارية ذات الامتداد الدولي، وجّهت البرلمانية حنان أتركين البرلمانية عن حزب الاصالة والمعاصرة الحزب المشكل للتحالف الحكومي سؤالاً شفوياً آنياً إلى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كاشفة من خلاله عن فراغ حكومي مقلق في استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم لخدمة السياحة الوطنية.

وأكدت أتركين أن احتضان المملكة لتظاهرة رياضية من هذا الحجم كان يفترض أن يُقابل بخطة استباقية واضحة، وبرامج ترويجية قوية، تواكب الزخم الإعلامي والجماهيري المتوقع، معتبرة أن كأس إفريقيا يشكل فرصة ذهبية للتعريف بالمؤهلات السياحية المتنوعة التي تزخر بها مختلف جهات المغرب، من شواطئ وجبال وصحراء، إلى موروث ثقافي وحضاري غني.

غير أن السؤال البرلماني جاء محمّلاً بنبرة تشكيك واضحة في جاهزية الوزارة، إذ تساءلت أتركين عن الاستراتيجيات العملية التي أعدتها الحكومة لاستقطاب السياح خلال فترة البطولة، وعن قدرة القطاع السياحي على تحويل هذا الحدث من مجرد تظاهرة رياضية عابرة إلى رافعة حقيقية للتنمية السياحية والاقتصادية.

كما طالبت البرلمانية بالكشف عن الإجراءات التواصلية والترويجية المعتمدة، داخلياً وخارجياً، متسائلة عمّا إذا كانت الوزارة تمتلك رؤية متكاملة لتسويق صورة المغرب كوجهة سياحية رائدة، أم أن الأمر سيُختزل مرة أخرى في خطابات عامة وشعارات فضفاضة، دون أثر ملموس على أرض الواقع.

ويأتي هذا التحرك البرلماني في سياق تصاعد الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن تدبيرها لرهانات التظاهرات الكبرى، حيث يرى متابعون أن غياب التنسيق، وتأخر الإعلان عن خطط واضحة، قد يُضيّع على المغرب فرصة تاريخية لتعزيز إشعاعه السياحي، وجلب استثمارات، وخلق دينامية اقتصادية جديدة في قطاع يُعد من ركائز الاقتصاد الوطني.

سؤال أتركين لا يضع وزيرة السياحة وحدها في قفص المساءلة، بل يحرج الحكومة ككل، ويعيد طرح سؤال جوهري: هل تتعامل الحكومة مع كأس إفريقيا كرافعة استراتيجية للتنمية، أم كمناسبة عابرة تُدار بمنطق ردّ الفعل بدل التخطيط المسبق؟