كاتب الدولة المكلف بالإسكان وديوانه في قلب فضيحة تضارب مصالح واستغلال النفوذ!

هاشتاغ _ الرباط

تفجٌرت فضيحة مدوية في قلب وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بعدما أظهرت وثيقة يتوفر عليها موقع “هاشتاغ” تورط كاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب ابن إبراهيم، وعضو بديوانه في ممارسات قد تثير الشبهات بشأن تضارب المصالح واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية.

البداية حسب مصادر موقع “هاشتاغ” كانت بإعلان أديب ابن إبراهيم، كاتب الدولة لدى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، مكلف بالإسكان، والذي يشغل أيضاً عضوية المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، استقالته من منصب مسير شركة “هوروات ماروك أوديت”، المتخصصة في الاستشارات والتدقيق، وذلك مباشرة بعد تعيينه في التعديل الحكومي الأخير.

ووفقاً لمصادر موقع “هاشتاغ”، فإن أديب ابن إبراهيم باع 3000 حصة من شركة “هوروات ماروك أوديت” لشريكه البوعزاوي الحناتي، الذي أصبح المسير الجديد للشركة، فيما احتفظ شريكه محمد عدنان سباطة بحصصه فيها. كما تم تعيين الأخير كشريك دولي مسؤول عن العلاقات في شبكة “كروه غلوبال”، خلفاً لأديب ابن براهيم.

غير أن الأمور لم تتوقف هنا، حيث كشفت وثيقة يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، عن تأسيس أحد أعضاء ديوان كاتب الدولة والمقربين منه، الذي يُعد من داعمي وممولي حملته الانتخابية بمقاطعة السويسي، لشركة عقارية بتاريخ 30 أكتوبر 2024، بعد أيام قليلة من تعيين أديب ابن إبراهيم من طرف الملك محمد السادس ككاتب دولة مكلف بالإسكان. هذا التوقيت الدقيق أثار الشكوك حول استغلال النفوذ لتحقيق مكاسب في قطاع الإسكان، المعروف بربحيته العالية، والذي يُطلق عليه “القطاع الذي يبيض ذهباً”.

وتُشير مصادر موقع “هاشتاغ” إلى أن العضو الجديد في ديوان كاتب الدولة اديب ابن براهيم، والذي بات يدير شركة عقارية، يتمتع بإمكانية الوصول إلى تفاصيل وخبايا قطاع الإسكان، بحكم عضويته لديوان المسؤول الوصي على القطاع، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى احترام الضوابط الأخلاقية والقانونية.

وتكشف هذه الواقعة عن استغلال للمنصب العمومي بشكل فجٌ وفاضح لتحقيق مكاسب شخصية، في وقت يُفترض أن تكون فيه الأولوية للمصلحة العامة، إذ كيف يمكن لمسؤول حكومي وديوانه أن يبرروا هذا التضارب الصارخ في المصالح؟ وكيف يمكن ضمان الشفافية في إدارة القطاعات الحساسة مثل الإسكان، في ظل استغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية؟ هذه الأسئلة باتت مطروحة بقوة في ظل واقع يبدو أن استغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية فيه أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء.