ما إن وُري جثمان محمد بنعيسى الثرى حتى استيقظت الأطماع السياسية داخل أروقة بلدية أصيلة، حيث تسابق زملاؤه في الحزب للظفر بالكرسي الذي احتكره لأربعة عقود ونصف. لم يكد الرجل يُدفن حتى انطلقت معركة خفية بين نائبيه في المجلس، جابر العدلاني وعبد الله الكعبوري، وكلاهما من حزب الأصالة والمعاصرة، في محاولة للهيمنة على إرث بنعيسى السياسي وإحكام السيطرة على مجلس الجماعة.
بحكم أن أصيلة تخضع لنظام الاقتراع الفردي، فإن سباق الرئاسة لن يكون حكراً على نائبي بنعيسى، بل سيكون مفتوحًا أمام كافة المنتخبين عن الدوائر المشكلة للمجلس، مما قد يفتح الباب أمام مفاجآت غير متوقعة مع اقتراب موعد الدورة الاستثنائية التي ستحدد خليفة الرجل الذي طبع تاريخ المدينة بقراراته ومشاريعه الثقافية.
لكن السؤال الأهم ليس من سيجلس على كرسي الرئاسة، بل ماذا سيبقى من إرث بنعيسى؟ الرجل الذي جعل من الثقافة قاطرة للتنمية في أصيلة، ترك وراءه مشاريع تحتاج إلى رؤية وإرادة صلبة للمحافظة عليها.