كلميم تحتضن أول مشروع صناعي للهيدروجين الأخضر في الصحراء المغربية

#هاشتاغ
في خطوة جديدة تعكس طموح المغرب نحو الانتقال الطاقي وتعزيز السيادة الطاقية الوطنية، أعلن بشكل رسمي عن إحراز تقدم ملموس في مشروع “الشبيكة” للهيدروجين الأخضر، الذي يقام في جهة كلميم واد نون، داخل إحدى المناطق الاستراتيجية بالأقاليم الصحراوية المغربية.

المشروع، الذي يُعد من أكبر المشاريع الصناعية في مجال الطاقات المتجددة بالمملكة، يجمع بين شركاء دوليين كبار، من ضمنهم مجموعة توتال إنرجيز الفرنسية، وكوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز الدنماركية، وصندوق A.P. Moller Capital، في إطار تحالف استثماري يضع المغرب في صلب التحولات البيئية العالمية.

وترأس كاتب الدولة المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، الاجتماع السادس للجنة التتبع المنعقد هذا الأسبوع بالرباط، بحضور ممثلين عن مختلف الهيئات العمومية، على رأسها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن”، التي تشكل العمود الفقري للسياسة الوطنية في مجال الطاقات النظيفة.

يمتد المشروع قرب السواحل الأطلسية لجهة كلميم واد نون، ويُرتقب أن يساهم في خلق دينامية اقتصادية وتنموية جديدة في الأقاليم الجنوبية، خاصة من خلال توفير فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وخلق سلاسل إنتاج صناعية خضراء موجهة للتصدير.

وتراهن السلطات المغربية، من خلال هذا المشروع، على تحويل المناطق الصحراوية إلى منصات دولية لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، تماشياً مع الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب مركزاً إقليمياً وعالمياً في مجال الطاقة الخضراء.

تم إطلاق مشروع الشبيكة في أكتوبر 2024، خلال الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، تحت الرئاسة المشتركة مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما يعكس عمق الشراكة بين الرباط وباريس، والتزام الطرفين بالتحول إلى طاقة نظيفة ومستدامة.

وخلال الاجتماع الأخير للجنة، تمت المصادقة على نتائج دراسات أولية وتحديد جدولة زمنية دقيقة لتنفيذ مراحل المشروع، إلى جانب التحضير لاتفاقيات الدراسات التقنية والقانونية، التي ستمهد لمراحل التركيب والتشغيل.

وأكد المسؤولون أن المشروع يأتي في سياق تنافسي عالمي، حيث تتسابق دول عديدة لاستقطاب الاستثمارات المرتبطة بالهيدروجين الأخضر، مما يجعل من المشروع المغربي نقطة تحول استراتيجية في خريطة الطاقة العالمية.

يمثل مشروع الهيدروجين الأخضر بـ”الشبيكة” محطة مفصلية في مسار التنمية المستدامة بالمغرب، وفرصة تاريخية لجهة كلميم واد نون لتعزيز موقعها كقطب اقتصادي أخضر داخل الأقاليم الصحراوية، وفي قلب إفريقيا وأوروبا.