تميزت مدينة الصويرة، مرة أخرى، بتنظيمها لسلك دائم للتشاور والتفكير الجماعي عبر تقنية الفيديو عن بعد، معبئة بذلك القوى الحية لحاضرة الرياح “من أجل الإعداد وتقديم أفضل الفرص للنجاح في الأيام الموالية”.
وتجمع هذه المشاورات، المنظمة مرة في الأسبوع، من طرف جمعية الصويرة موكادور بشراكة مع المجلس الإقليمي للسياحة، بشكل مفتوح وإرادي، عشرات الشخصيات والفاعلين الممثلين للمجتمع المدني، والقطاع السياحي والفندقي وعالم الثقافة والتظاهرات.
وبمناسبة افتتاح دورة الأربعاء، أبرز مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، السيد أندري أزولاي، من جديد “الضرورة القصوى لإيلاء وعقلنة ورسملة ما هو خاص بحاضرة الرياح، والذي أسس منذ أزيد من 30 سنة، للخصوصية والتفرد القوي لموقع الصويرة ضمن المشهد الجميل للوجهات المغربية”.
وأكد السيد أزولاي أن “مدينة الصويرة، باختيارها بناء نهضتها على التراث والتاريخ والثقافة والرفاه، أضحت تتوفر على جينات ترخص لكل الطموحات وكافة الآمال للنجاح واستدامة التطور الذي يتعبأ لفائدته الصويريون اليوم”.
وقال مستشار جلالة الملك “بعيدا عن التردد أو المزاجية، لقد حافظنا على تراثنا وجددنا الوصال بتاريخنا، من خلال استلهام القيم الإنسانية التي غذت وحددت، منذ قرون، الهوية الصويرية بشكل واسع”.
وذكر السيد أزولاي بأن “هذا الإرث، الممزوج بجمالية الموقع وطبيعته ومحيطه ومجاله وطبخه والغنى الاستثنائي لتعددياته الدينية والثقافية والفنية، يوفر كافة الفرص لإعادة إقلاع حاضرة الرياح غدا”.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الصويرة موكادور، السيد رضوان خان، الذي أدار هذه الندوة التفاعلية، بانعقاد هذا اللقاء الذي يشكل مناسبة لكل فرد في المساهمة في هذا البناء، مشددا على جودة النقاشات الغنية والمثمرة والتي مكنت، خلال الاجتماع الأول، من تسليط الضوء على مختلف الإمكانيات وسيناريوهات الخروج من الأزمة بعد (كوفيد-19) بالصويرة.
واعتبر السيد خان أن النقاشات والمبادلات الجارية، المقرونة بالتساؤلات الوجيهة والمقترحات والحلول الملائمة مستقبلا ستمكن، بلا شك، من إرساء مقاربة حقيقية، مندمجة وتشاركية، للتوصل إلى رؤية استشرافية وشجاعة وناجعة وفعالة تستجيب لانتظارات مجموع المجتمع الصويري.
واتسم هذا اللقاء بتفاعل غني جدا بين مختلف المشاركين، من ضمنهم رئيس المكتب التنفيذي لجمعية الصويرة موكادور، السيد طارق عثماني، ورئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، السيدة نائلة التازي، ورئيس جمعية “مغاربة متعددون”، السيد أحمد غياث.
وأجمعوا على التأكيد على أن مدينة الصويرة ومحيطها يتوفر على كافة المقومات لأن يكون نموذجا يحتذى به في تنمية السياحة الداخلية، باعتباره قاطرة للازدهار الاقتصادي والاجتماعي والترابي، والنهوض بالثقافة والفنون، وذلك عبر رسملة المكتسبات الكبرى المحققة خلال السنوات الأخيرة وتخصيص استثمارات هامة لإغناء هذه الدينامية الثقافية والفنية في حاضرة الرياح.
وفي هذا الإطار، تم التأكيد على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وبلورة استراتيجية رقمية مبدعة ومبتكرة، تشكل محركا أساسيا لتواصل مستقبلي في مجال الترويج والتسويق، من خلال إنجازات تمكن من التميز مقارنة مع العروض الأخرى.
كما توقفوا عند التثمين الأفضل للتراث الأصيل ومتعدد الأوجه للصويرة، وتقديم نظرة حصرية وجديدة عن حاضرة الرياح ومحيطها للسياح الوطنيين والأجانب، أمام المنافسة القوية التي تلوح في الأفق بين مختلف الوجهات السياحية الوطنية.
واقترح المشاركون أفكارا ومشاريع مبتكرة مع استعراض قائمة من التظاهرات المستقبلية خلال شهر شتنبر المقبل، من أجل تقوية هذه الدينامية الفضلى الخاصة بالصويرة، داعين إلى النهوض بالسياحة القروية والسهر على المقاربة الإيكولوجية، لمنح المنطقة كافة الفرص لضمان تنمية آمنة ومستدامة.