أزولاي: الثقافة هي النفط الذي نمتلكه كمغاربة وهي نقطة قوتنا

أكد مشاركون في النسخة الأولى من “نقاشات الشاشة”، الندوة الافتراضية التي نظمتها جمعية (مغاربة بصيغة الجمع) مساء أمس الأربعاء، على أهمية الدور الذي تضطلع به الثقافة ومساهمتها في بناء “مغرب ما بعد”، والذي سيكون بالتأكيد، في رأيهم، مختلفا نتيجة الدروس التي ستستخلص من وراء جائحة فيروس كورونا المستجد.

وقدم هؤلاء المشاركون في سياق النقاش، المنظم بتعاون مع شباب “مغرب الغد”، مجموعة من المقترحات التي من شأنها أن تسهم في بلورة رؤية واضحة ومحددة المعالم بشأن “مغرب ما بعد كورونا”، وكذا صيغ مشاركة الثقافة في بناء المستقبل.

وشكلت هذه الندوة فرصة لتدارس سبل تركيز الثروة الثقافية للمغرب، وتسخيرها للدفع باستراتيجية إشعاع المملكة على الصعيد الدولي، وكذا تعبيرات تجديد المجتمع الذي يمر، بالخصوص، عبر النهوض بدور الشباب وتنمية الفعل الثقافي.

وفي مداخلة له في هذا النقاش، أبرز مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي أن “الثقافة هي رافعة للتنمية، كما أنها في الآن ذاته عنصر للتعبئة والتحسيس ولتوحيد شعبنا وبلدنا، لكونها الوسيلة التي تتمتع بكل المزايا والخصائص التي تؤهلها للقيام بذلك”.

وقال السيد أزولاي إنه “بعد هذه المرحلة الصعبة، فأنا إيجابي ومقتنع أننا سننجح في تجاوز الأزمة، وأن الثقافة ستكون هي المحرك لهذا النجاح، مما سيمنحنا الثقة في الذات لنبدع من جديد”.

وأضاف مستشار صاحب الجلالة أن “التربية على الثقافة بكل تعبيراتها تشكل ثروة، فالثقافة هي النفط الذي نمتلكه، وهي نقطة قوتنا”.

وأشار إلى أنه “فضلا عن كونها دعامة عاطفية أو جمالية، فالثقافة تزخر بكل ما يتيح ويسمح لنا بالإنجاز وتحقيق الفوز”، معتبرا أن “كل درهم يستثمر في الثقافة يذر علينا قيمة مضافة معتبرة أكثر من أي قطاع آخر”.

وخلص السيد أزولاي إلى أنه “علينا، منذ اليوم، وبعد اجتياز هذا الامتحان العصيب، منح تلك الثروة قيمتها الحقيقية، فهي كنزنا نحن المغاربة، الذي يميزنا عن غيرنا ويصنع تفردنا، وهي في الوقت ذاته جزء من قصة نجاحنا أو على الأقل من قدرتنا على البقاء كما نحن”.

وفي الاتجاه ذاته، اعتبر رئيس الجمعية المنظمة أحمد غياث أنه ” إذا ما كان هناك مجال يمكن أو ينبغي أن يضطلع بدور محوري، فهو المجال الثقافي، سواء في ما يتعلق بالإشعاع الدولي أو في ما يخص تصور النموذج الجديد للتنمية بالمملكة”، مسجلا أن “الحجر الصحي أظهر الدور الرئيسي الذي تقوم به الثقافة في عملية البناء”.

وتابع أنه “في المرحلة التي نحن بصدد دخولها، أي مرحلة (ما بعد كورونا)، يمتلك المغرب ورقة حقيقية يمكنه الاعتماد عليها، وهي فرصة بالنسبة إليه لتنمية علامة (صنع في المغرب)”.

فيما أكدت الفاعلة الجمعوية والمقاولة مونيك الكريشي أن “الثقافة تعد من أفضل سفراء المغرب إلى العالم”، مشيرة إلى أن المملكة، وفضلا عن مؤهلاتها خاصة الجغرافية، تعتبر “من بين البلدان المتفردة بثقافتها العريقة ومعالمها التاريخية الاستثنائية وموروثها الجماعي، غير أن هناك تقصيرا في تثمين هذه المؤهلات الحضارية وإبرازها”.

ومن جهتهم، أبرز فنانون شاركوا في اللقاء، من بينهم على الخصوص المخرج نور الدين لخماري والموسيقي غني كريجة والممثلة لطيفة أحرار ومكسيم كاروتشي، الوسائل التي ينبغي توفيرها للشباب ليعيشوا الثقافة عن قرب، وأهمية العودة إلى التربية الفنية والثقافية بالمؤسسات التعليمية، إلى جانب تثمين دور الثقافة كمرآة تعكس روح الشعب، داعين إلى فتح حوار مع الفنانين والمثقفين لبلورة مقترحات تمكن من النهوض بهذا القطاع الحيوي بالنسبة للمغرب.

وعرفت هذه النقاشات، التي حظيت بمتابعة من حوالي ثلاثة آلاف من رواد الأنترنت، مشاركة رئيس جمعية ( HipHop Family) موسى لعريف، الذي مثل صوت الشباب في هذه الندوة الافتراضية.

وحسب الجمعية، فإن تنظيم النسخة الأولى من “نقاشات الشاشة” يأتي لإيجاد فضاء لمناقشة موضوعات ذات أهمية بالنسبة لشرائح عريضة من المجتمع، وهي بديل افتراضي للندوات واللقاءات التي دأبت على تنظيمها وتعذر عليها ذلك حاليا بسبب الحجر الصحي، مساهمة منها في ترسيخ قيم التقاسم والعيش المشترك بين كل روافد المجتمع المغربي.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *