كيف تكون مستمعا جيدا..!

هاشتاغ:

المستمع الجيد هو الشخص الذي يعطي للمتكلم المزيد من الاهتمام عندما يتحدث عن المشكلات التي تقلقه، ويحاول فهمه واحتواءه ودعمه، فالشخص يتعلم الكثير من المهارات أثناء استماعه بعناية وتركيز للطرف الآخر، فقد أعطانا الله سبحانه وتعالى لسانًا واحدًا كي نتكلم قليلًا وبالمقابل أعطانا أذنين لنستمع أكثر، لذلك يجب أن يدرب الشخص نفسه على الاستماع للآخرين حتى يكون شخصًا محبوبًا، ويجد من يستمع له.

أظهرت الدراسات أن الشخص العادي يستمع بكفاءة نسبتها 25% فقط، ويعني ذلك أن أغلب ما نسمعه يدخل في أذن ويخرج من الأخرى، وغالبًا ما يمتلك جميع الأشخاص القدرة على الاستماع الجيد، ويتوقف ذلك على مدى الرغبة في الاستماع ومدى أهمية الحديث بالنسبة للمستمع، إذ يركز أغلب المستمعين على الإيماءات أو حركات الجسد كهز الرأس والاتصال بالعين ويهملون مهارات الاستماع الأخرى، وسنتحدث في هذا المقال عن الطريقة التي نكون بها مستمعين جيدين، وما هي صفات المستمع الجيد.

صفات المستمع الجيد توجد عدة سمات خاصة تميز المستمعين الجيدين عن غيرهم، وأهم هذه السمات:

الانتباه: فالانتباه للمحادثة هو من أهم سمات المستمع الجيد، فعندما يكون الشخص مدركًا لما يقوله المتحدث فإنه سيسمعه ويستجيب بالكثير من المصداقية، فالمستمع الجيد يترك كل ما يلهيه جانبًا ويركز على الشخص الذي أمامه وبذلك يدرك المتحدث بأنه مهتم لما يقوله.

التعاطف: فالتعاطف ميزة مهمة في المستمع الجيد، فعندما يضع المستمع نفسه في مكان المتكلم سيشعر به ويعلم ما هو عليه من حال حتى قبل أن يتحدّث، مما يساعد على التواصل الجيد. إدراك أوجه القصور: فالمستمع الجيد هو الذي يقبل نفسه وقصوره كما هو، على سبيل المثال لا يمكنك فهم ما يقوله الآخرون طوال الوقت وهذا يؤدي لفشل الاستماع في بعض الأحيان.

الانفتاح: فالمستمع المنفتح هو الذي يعرف أن كل محادثة لديه لن تحل مشكلة أكبر، ولكنها تقربه من الطرف الآخر ومحاولة فهمه والانفتاح على ما يقوله.

الذكاء العاطفي: فالذكاء العاطفي يساعد في تعزيز الاستماع، والذكاء العاطفي يعني التركيز على الشخص الذي يتحدث وترك كل شيء، وهذا يساعد على الاحتفاظ بالمزيد من المعلومات.

طرح الأسئلة: فطرح الأسئلة من أهم ميزات المستمع الجيد وهي طريقة لإظهار الاندماج مع ما يقوله الشخص الآخر.

الابتعاد عن المواقف الدفاعية: فالمستمع الجيد يفقد مهارته عندما يخبره المتحدث بأشياء لا يريد سماعها ويصبح في موقف دفاعي خصوصًا عندما يعطي المتحدث ردود فعل يجدها المستمع مزعجة، فالمستمع الجيد لا يمنع النقد السلبي بل يطوره للأفضل.
طريقة الاستماع الجيد للآخرين توجد العديد من النصائح والأمور التي سنذكرها، والتي تساعد الشخص على حسن الاستماع لمن هم حوله ليصبح مستمعًا جيدًا، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي:

معرفة أنّ الاستماع يعني الفوز: فيجب أن يضع المستمع في باله بأنه إذا أحسن الاستماع لغيره فإنه سيفوز من ناحيتين؛ الناحية الأولى الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم، ومن الناحية الفوز بقلب الطرف الآخر والتقرب منه.

إخبار الآخرين بما استمعت له: ولتكون مستمعًا جيدًا يجب عليك أن تتذكر أن ما سمعته وتعلمته ستنقله للآخرين، وعندها ستكون أكثر يقظة وستبدأ بطرح الأسئلة على الطرف المقابل لفهم الموضوع أكثر، وسيقل تركيزك على ما ستقوله مما يعطي المحادثة سلاسة أكبر.

الاتصال بالعين: فالاتصال النظري من أهم وسائل الاستماع، وإنّ نظر المستمع إلى كل مكان عدا النظر إلى الشخص المتحدث يظهره بأنه لا يستمع للطرف الآخر وأنه غير مهتم بكلامه، لذلك فإن الحفاظ على اتصال العين هو من أفضل وسائل الاستماع.

إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن أجواء الحديث: غالبًا ما ينشغل الناس بأجهزتهم الخلوية أثناء الاستماع للآخرين، لذلك فمن أفضل الطرق التي تساعد على حسن الاستماع هي إبعاد الأجهزة الخلوية والإلكترونية عمومًا عن أجواء المحادثة.

تلخيص الحديث: فللتأكد من حسن الاستماع للطرف الآخر يجب أخذ بضع ثوانٍ لتلخيص ما قاله الشخص للتو فذلك يسهل الفهم للأحداث، ويمكن للشخص الآخر أن يصحح أو يعدل على تلخيص المستمع، وهذا يمكن المستمع من طرح وجهة نظره وإضافة أفكاره، ويمكن اتخاذ الإجراء المناسب بناءً على ذلك.

طرح الأسئلة: فقراءة عقل شخص ما وأفكاره أمرٌ صعبٌ للغاية، وعلى الرغم من ذلك يعتمد العديد من الأشخاص أسلوب طرح الأسئلة لبدء المحادثات وفهم الآخرين، لذلك فطرح الأسئلة الواضحة والمباشرة على المتكلم سيساعد على الانفتاح والبدء في شرح ومشاركة ما يجري.

الحصول على الهواء النقي: فبعض الأشخاص رؤوسهم مليئة بالأفكار والهواجس والتي تمنعهم من الاستماع الجيد للآخرين، لذلك يمكن التخفيف من الضغط والأفكار هذه عن طريق فتح نافذة البيت واستنشاق هواء نقي أو ممارسة بعض التمارين الرياضية للحصول على الهواء النقي وتفريغ العقل من كل ما يمنعه من التركيز وبالتالي الحصول على استماع جيد للطرف الآخر.

عدم مقاطعة الطرف الآخر: من الأفضل عدم مقاطعة المتكلم من أجل إعطاء حلول أو إبداء رأي، والأفضل ترك المتكلم يقول كل ما يناسبه وكل ما يريده حتى تصل رسالته كاملة، وبعد انتهاء المتكلم لا بأس بطرح الأسئلة واقتراح الحلول.

الصدق: فإذا كنت في عجلة من أمرك أو كنت تشعر بالتعب ولا تستطيع الاستماع حاليًّا لأي شيء يجب إعلام الطرف الآخر بذلك؛ لأن من شأن التعب أو الجوع أن يؤثر سلبيًّا على المحادثة ويفشلها، والأفضل مصارحة الطرف الآخر إذا كنت غير جاهز للاستماع في الوقت الحالي.

إعطاء النصيحة: فعندما يسألك المتكلم عن نصيحة أثناء الاستماع فإن مشاركته النصيحة حينها أفضل من إعطاء النصائح في الوقت غير المناسب أو أثناء الكلام، كما أنّ هذا يعطي كلامك أهمية أكبر. فوائد الإنصات للآخرين توجد عدة فوائد للإنصات للآخرين والتي تعود على المستمع الجيد، ومنها ما يأتي:

المستمع الجيد سيكون موضع تقدير وثقة واحترام من قبل الأشخاص الذين يتحدث معهم. الحصول على وجهات نظر جديدة ومختلفة لم تكن تخطر له سابقًا مما يوسع من مداركه وقدراته العقليّة. الحصول على النصائح الجيدة والمجانية والتي تساعد على تجاوز العديد من العقبات والمشكلات. تميز علاقة المستمع الجيد بأنها أكثر انسجامًا مع من هم حوله. حب الناس لمشاركة المستمع الجيد والاقتراب منه.

الاستماع للآخرين والإنصات لهم يطور عددًا من المهارات لدى المستمع؛ كالصبر والتسامح والتعاطف، وكلها مهارات مهمة وضروية في الحياة لتطوير القدرات وبنائها.
المساعدة في حل المشكلات ورؤية أمور ووجهات نظر جديدة قد يكون الشخص غافلًا عنها. كسب محبة الناس وثقتهم؛ فالإنصات الجيد للآخرين يزرع في نفوسهم حب الشخص المستمع وحب الجلوس معه.

الحصول على شعبية أكبر فحسن الاستماع من الأمور التي تساعد الشخص على كسب شعبية أكبر من الأشخاص المحيطين به عن طريق فهمه لاحتياجاتهم وتوجهاتهم، وبالتالي سيكون لهم الملجأ والمأوى الآمن.
الاستماع الجيد سيجذب المزيد من الأصدقاء والأشخاص المقربين، ويعرّف المستمع على أشخاص جدد. الاستماع الجيد هو وسيلة للتأثير تمامًا كالتحدث الجيد وهو ضروري لكل محادثة حقيقية وطريق للنجاح، وكما قال المثل الصيني: « معظم الأشخاص الناجحين الذين أعرفهم هم الأشخاص الذين يستمعون أكثر من الكلام » برنارد م.باروخ.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *