هاشتاغ _ يوسف بوحبيني
في حادثة تعكس فشلاً ذريعًا وإهمالًا غير مبرر، أضافت شركة “الخطوط الملكية المغربية” وصمة جديدة إلى سجلها الأسود، ليس فقط بإلحاق الضرر بزبنائها، بل بتشويه سمعة المغرب على الساحة الدولية.
الشركة التي يُفترض أنها واجهة الوطن ورمز لخدمة راقية، تحولت إلى مصدر إحراج وطني في وقت حساس يستعد فيه المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم، إذ أنه من خلال سلسلة من الأعطال والتأجيلات المتكررة التي عانى منها فريق “تي بي مازيمبي” الكونغولي، أثبتت “لارام” مرة أخرى عدم قدرتها على إدارة عملياتها بشكل احترافي، مما يعرض صورة المغرب ومكانته القارية والدولية للخطر.
ففي فضيحة جديدة تضاف إلى سجل الإخفاقات الدولية لشركة “الخطوط الملكية المغربية”، وهذه المرة في مجال كرة القدم، تسبب تأجيل متتالٍ لرحلتين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى المغرب في تعريض فريق “تي بي مازيمبي” لخطر خسارة نقاط مباراة مصيرية ضمن دوري أبطال إفريقيا، حيث أن النادي الكونغولي، الذي يحمل خمسة ألقاب في البطولة، وصف في بيان رسمي رحلته مع “لارام” بأنها “كابوس”، مشيرًا إلى معاناة استمرت لعدة أيام بسبب أعطال متكررة وإهمال إداري فاضح.
القصة بدأت يوم الأربعاء 4 دجنبر عندما غادر فريق “تي بي مازيمبي” مدينة لوبومباشي متجهًا إلى نواكشوط عبر كينشاسا والدار البيضاء. بعد وصولهم إلى كينشاسا، كان من المقرر أن يستقلوا رحلة على متن طائرة بوينغ 737-800 تابعة لـ”لارام” صباح الخميس الساعة 6:15. استقر اللاعبون والجهاز الفني في الطائرة، لكن بعد انتظار دام ثلاث ساعات داخلها، تم إخراجهم إلى قاعة الانتظار بسبب “مشاكل تقنية”. في النهاية، أُلغيت الرحلة مع وعود من الشركة بإيجاد حل سريع، وتمت إعادة جدولة الرحلة إلى منتصف ليلة الجمعة.
لكن الأمور ازدادت سوءًا؛ فبعد صعود الركاب على متن الطائرة في الموعد الجديد، وعند الاستعداد للإقلاع، أُطلق إنذار جديد في قمرة القيادة. أجبر ذلك الطيارين على إلغاء الرحلة للمرة الثانية والعودة إلى المطار، حيث انتظر الركاب لساعات إضافية قبل أن يتم إجلاؤهم حوالي الساعة الثالثة صباحًا. الفريق الذي كان يأمل في الوصول إلى الدار البيضاء ومن ثم إلى نواكشوط، وجد نفسه عالقًا في كينشاسا للمرة الثانية، في ظروف وصفها النادي بأنها “غير إنسانية”.
الفريق قضى ليلتين بلا نوم في مطار نجيلي بكينشاسا، مما أثر بشكل كبير على استعداداته البدنية واللوجستية للمباراة ضد الهلال السوداني، المقررة يوم الأحد 8 دجنبر في نواكشوط. بين البحث عن فندق وتنظيم جدول جديد وسط الفوضى، تأخرت تدريبات الفريق، وفقدوا فرصتهم للوصول إلى نواكشوط في الوقت المناسب. حتى يوم الجمعة ظهراً، كان الفريق لا يزال في كينشاسا، مع وعد جديد بالرحيل إلى الدار البيضاء يوم السبت الساعة 4 صباحاً، لكن دون أي ضمان بوصولهم إلى وجهتهم النهائية.
في بيانه الرسمي، أكد نادي “تي بي مازيمبي” أنه أبلغ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) بهذه الحادثة التي وصفها بأنها غير مقبولة. وأضاف أن هذا النوع من الإهمال لا يليق بشركة وطنية تمثل المغرب، خاصة في وقت يستعد فيه البلد لاستضافة كأس إفريقيا للأمم بعد عام واحد فقط.
هذه الواقعة تُبرز عجز “الخطوط الملكية المغربية” عن إدارة الرحلات بكفاءة، وتضيف وصمة عار جديدة إلى سمعتها الدولية، ما يثير شكوكًا جدية حول جاهزيتها للاضطلاع بدور محوري في تظاهرات رياضية قارية بهذا الحجم.