Hashtag
أثارت لافتات مرورية مكتوبة باللغة العربية ظهرت على عدد من الطرق السريعة في إسبانيا، خصوصاً في جنوب البلاد، نقاشاً واسعاً بين مؤيدين يرون فيها تعبيراً عن الانفتاح والتعدد الثقافي، ومنتقدين يعتبرونها تجاوزاً لمبدأ السيادة اللغوية وخرقاً للهوية الرسمية للدولة.
وتنتشر هذه اللافتات بشكل ملحوظ في مناطق مثل الأندلس، خاصة على المحاور المؤدية إلى موانئ الجزيرة الخضراء وطراغونة وألميريا، وهي نقاط عبور رئيسية ضمن عملية “مرحبا”، التي تنظمها إسبانيا كل صيف بالتنسيق مع المغرب ودول مغاربية أخرى لتأمين عودة ملايين المهاجرين المغاربيين إلى بلدانهم الأصلية. ويُفسر وجود اللغة العربية على اللافتات بأنه إجراء عملي يهدف إلى تسهيل تنقل المسافرين وضمان سلامة المرور خلال هذه العملية الضخمة.
ورغم الطابع التقني والتنظيمي لهذا القرار، إلا أن النقاش أخذ بعداً سياسياً وثقافياً، حيث اعتبر بعض المنتقدين أن استعمال اللغة العربية في الفضاء العمومي يجب أن يكون محدوداً، نظراً لكون اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية للبلاد كما ينص على ذلك القانون. في المقابل، يرى مدافعون عن هذا الإجراء أن السياق واضح ومؤقت، ويخدم مصلحة عامة تتعلق بحسن تدبير واحدة من أكبر عمليات العبور في أوروبا.
ويُرتقب أن يستمر الجدل في الأيام المقبلة، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة السفر الصيفي، في وقت تشدد فيه السلطات على أن الهدف من هذه اللافتات هو السلامة والتواصل الفعال، وليس اتخاذ موقف لغوي أو سياسي.