مصطفى الفن
منذ يومين أو ثلاثة أيام وأنا أضحك مثل أي “أحمق”..
والسبب هو أني أشاهد، بكثرة وربما بإدمان أيضا، فيديوهات “سياسية” للبطل العالمي السيد مصطفى لخصم..
وكيف لا تنتابك “هيستيريا” من الضحك وأنت تشاهد مثل هذه الماقطع:
“هاذ المعارضة التي تعارضني معندهاش العراض”..
“المهم القيت كلشي واكل”..
وآخر ما شاهدت من هذه الفيديوهات للسيد لخصم هو مقاطع من خرجة إعلامية “نادرة” مع الصديق العزيز السي عتيق بنشيكر..
في هذه المقاطع، تحدث مصطفى لخصم، من موقع المحبط من السياسة، بعفوية وبفهم مواطن مغربي بسيط لقضايا كثيرة..
ولعل واحدة من هذه القضايا هي نظرته لطبيعة النزاع العربي الإصرااااااائيييلي..
لخصم تحدث، في هذا المنحى، بقسوة على الذات وبندم شديد عن زيارة قام بها إلى “دولة العدو”..
لخصم سخر من نفسه وسخر من سذاجته ولم يجد أي حرج في أن يعتذر للمغاربة عن هذه الزيارة..
بل إنه أنحى باللائمة فيما جرى له على الذي أطلق عليه لقب “إبليس”..
لخصم سماه كذلك لأن هذا “الإبليس والذي ليس سوى مستشار جماعي لا هو في المعارضة ولا هو في التسيير” هو الذي ذهب به إلى “دولة العدو”..
و”هو الذي ورطه في هذه الزيارة”..
و”هو الذي شوهه في العالم”..
و”هو الذي وضع صوره بالعلم الإصرااااائيلي في كل المنصات الرقمية وفي كل مواقع التواصل الاجتماعي”..
لكن يبقي المقطع اللافت في هذه الخرجة الإعلامية للسيد لخصم مع صديقنا عتيق هو ذاك الذي “دعا” فيه عن قتتتتلة الأطفال:
“الله لا يسمح ليهم”..
والواقع أن اعتذار لخصم عن زيارته إلى إصراااائييييل وحتى ندمه والكيفية التي تحدث بها عن “العدو” هي ليست قضايا يمكن الاستهانة بها مع “عدو” لأي إنسان وحاضر في كل مكان الأرض..
بل إن هذا الاعتذار فيه شهامة وفيه رجولة وفيه شجاعة وفيه جرأة وفيه حتى بعض التحدي ل”العدو” نفسه ومعه تحدي حتى دعاة التطبيع أيضا..
وربما لا أبالغ إذا قلت إن لخصم قد يواجه مستقبلا متاعب كثيرة وربما بعض هذه المتاعب بدأت من الآن..
حصل هذا حتى أن الذين اتهمهم لخصم ب”الفساد” هم الذين يريدون إرساله اليوم إلى السجن بتهمة الفساد..
لكن أين تكمن مشكلة البطل العالمي مصطفى لخصم الذي يستحق أن نبني له تمثالا في الساحات العمومية وأن نطلق اسمه على الشوارع وعلى الملاعب الرياضية في كل جهات المغرب؟
مشكلته هو أنه وطني وملكي ونظيف اليد لكنه أراد أن يمارس السياسة بنفسية الملاكم الذي يريد أن يربح بؤر “الفساد” بالضربات القاضية..
..
مصطفى الفن