لشكر مدافعًا عن التطبيع: المطالبون بوقفه مبتزّون ويفتقرون إلى الرؤية الاستراتيجية

هاجم إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، الأصوات المطالبة بإلغاء اتفاقات التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبراً أن هؤلاء يفتقرون إلى رؤية استراتيجية ولا يقومون سوى بممارسة الضغط والابتزاز السياسي دون أي حسابات دقيقة.

وخلال لقاء حزبي بالدار البيضاء، يوم الأربعاء الماضي، شدد لشكر على أن بعض الجهات التي طالبت بإنهاء التطبيع لم تكن تمتلك رؤية استراتيجية واضحة، بل كانت تحاول فقط تسجيل مواقف شعبوية، مؤكداً أن رفض التطبيع لا يخدم القضية الفلسطينية بل يدفع بالمنطقة إلى المجهول في ظل التحديات السياسية والدبلوماسية المتزايدة، خاصة مع اقتراب القمة العربية والاجتماعات المرتقبة بين القادة العرب والإدارة الأمريكية.

أما بخصوص أحداث 7 أكتوبر 2023، فقد اكتفى لشكر بإبداء أسفه لما آلت إليه الأوضاع في فلسطين، لكنه اعتبر أن حزبه كان الأكثر مسؤولية ووضوحاً في مواقفه، مشيراً إلى أن البعض راهنوا على قدرة بعض الحركات على إحداث تغيير جذري، إلا أن الواقع أثبت أن ذلك لم يكن سوى وهم، جرَّ المنطقة إلى مزيد من الدمار والإحباط، وعمل على إفشال المشروع الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ولم يفوت لشكر الفرصة لشن هجوم حاد على بعض الأنظمة التي تختبئ وراء شعارات المقاومة، وعلى رأسها إيران وسوريا والجزائر، قائلاً إنها لم تقدم سوى المزيد من المآسي لشعوبها. وخصّ بالذكر النظام الجزائري، متهماً إياه بمحاولة تبييض أخطائه عبر استجداء الحلفاء، كما ظهر في لقاء وزير خارجيته مع نظيره السوري الجديد، مذكراً بأن الجزائر كانت داعمة للنظام السوري حتى عشية اندلاع الثورة، واعتبرت انتفاضة الشعب السوري مجرد مؤامرة ضد محور الصمود، قبل أن يُكشف للعالم أن هذا المحور لم يكن سوى سجون وقمع وتهجير.

وفي سياق حديثه عن الوضع الدولي، أكد لشكر أن الواقع أصبح أكثر تعقيداً بسبب ضعف الدول العربية، إضافة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا، والانتخابات الأمريكية، وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، ما يجعل موازين القوى غير لصالح القضية الفلسطينية.

كما شدد على أن المغرب يرفض الخضوع لأي ضغوط خارجية ويتمتع بـ ندية في علاقاته مع كافة الدول، صغيرة كانت أو كبيرة، مؤكداً أن المملكة لا تعيش على المساعدات والمنح، بل تفرض احترام سيادتها على الجميع.

واختتم لشكر حديثه بتوجيه انتقاد شديد للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معتبراً أن تصريحاته حول نقل سكان غزة إلى دول الجوار غير مقبولة، وتعكس جهلاً بحقائق المنطقة.