مأساة المهاجرين المغاربة على حدود سبتة: 10 ساعات بالبحر بين الموت والنورس!

كشفت منابر إعلامية إسبانية أنه في مشهد مأساوي يعيد تكرار نفسه كل صيف، ارتفع عدد المهاجرين المغاربة الذين يخوضون غمار البحر سباحة نحو سبتة، بحثًا عن فرصة للعبور، رغم إدراكهم أن هذه الرحلة قد تكون الأخيرة في حياتهم.

هذا الموسم وحده، ابتلع البحر 17 روحًا، بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين، في ظل استغلال الضباب الكثيف الذي يلف المدينة صباحًا للافلات من أعين المراقبة. الأطفال بدورهم، لم يسلموا من هذا الطريق المميت، إذ وصل بعضهم، لم يتجاوزوا الثانية عشرة، منهكين ومرعوبين.

رحلة الموت هذه لا تقتصر على مواجهة الأمواج، بل تشمل ساعات طويلة من السباحة، بين خمس وعشر ساعات، وسط برد الماء وقسوة الطبيعة، وحتى هجمات طيور النورس التي لا ترحم.

قوات الحرس المدني الإسباني، المنهكة بدنيًا ونفسيًا، تصف المشهد بـ”غير الإنساني”، وتطالب بإنزال دعم عاجل بنحو 200 عنصر إضافي، بينما تواصل الحكومة المحلية الاكتفاء بعبارات التهنئة على “نجاعة المراقبة”، في تجاهل صارخ لمعاناة العناصر الميدانية.

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، تبقى الحقيقة الصادمة أن هذه الظاهرة لا تتوقف، بل تزداد خطورة مع مرور الوقت، ما يكشف فشل التعاون الإسباني المغربي في معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع هؤلاء للمجازفة بأرواحهم. إن استمرار مشهد الجثث الطافية على شواطئ سبتة لن يتوقف بالتصريحات ولا بالإحصاءات، بل بتغيير حقيقي يردع المأساة قبل أن تتحول إلى كارثة موسمية ثابتة.