Hashtag
تشهد عدة مدن مغربية منذ نهاية الأسبوع الماضي موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة، قادتها حركة شبابية عفوية عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم “GenZ 212″، مطالبةً بإصلاحات عاجلة في مجالي الصحة والتعليم، وبتحسين الخدمات العمومية التي تشهد تراجعاً حاداً.
ووفقاً لوكالة رويترز، فقد خرج آلاف الشباب في مدن كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، أكادير، طنجة ووجدة، رافعين شعارات تُندد بتدهور المستشفيات والمدارس، في وقت لجأت السلطات إلى تفريق المتظاهرين واعتقال العشرات، بينهم قاصرون، لمنع أي تجمعات في الساحات العامة. كما نقلت الوكالة أن الناشطة في مجال حقوق الطفل فاطمة زهرة بن الشيخ اعتُقلت لفترة وجيزة أثناء متابعتها أوضاع موقوفين قاصرين.
من جهتها، أشارت أسوشييتد برس إلى أن المحتجين لم يقتصروا على الطلاب فحسب، بل شملوا متخرجين وعاطلين عن العمل، ممن يرون في استمرار الإنفاق الحكومي على الملاعب والبنية الرياضية استعداداً للتظاهرات الكبرى، تناقضاً صارخاً مع التدهور المتواصل في النظام الصحي والتعليمي. وأضافت الوكالة أن حوادث مأساوية مرتبطة بضعف الخدمات الصحية، خاصة في أقسام الولادة، كانت من بين الشرارات التي أججت غضب الشارع.
وتشير الصحافة الدولية إلى أن الحراك الحالي يختلف عن الاحتجاجات السابقة بكونه منظماً رقمياً بشكل أساسي، بعيداً عن الأحزاب التقليدية أو النقابات، حيث جرى التنسيق عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام وDiscord، ما يعكس طبيعة جديدة للغضب الاجتماعي يقوده جيل وُلد في قلب الثورة الرقمية.
في المقابل، تلتزم الحكومة المغربية إلى حدود اليوم الصمت إزاء هذه الموجة، مكتفية بتأكيد التزامها بمشاريع إصلاحية في قطاع الصحة والبنية التحتية. غير أن محللين يرون أن تجاهل المطالب الأساسية للشباب قد يزيد من اتساع رقعة الغضب الشعبي، خاصة في ظل نسب البطالة المرتفعة وسط الفئات المتعلمة وتزايد الإحباط الاجتماعي.