ماذا يفعله ثري مغربي اسمه موخاريق على رأس الإتحاد المغربي للشغل؟

في سنة 2021، كتب الصحفي مصطفى الفن تدوينة أثارت الكثير من الجدل حول موقع الميلودي موخاريق داخل الاتحاد المغربي للشغل، خاصة في ظل ثروته الطائلة التي وصفها بأنها “لا تغرب عنها الشمس”. واليوم، ومع دعوة موخاريق إلى إضراب عام ضد حكومة عزيز أخنوش، التي كان من أبرز الداعمين لها والمستفيدين من سياساتها لسنوات، يعود هذا التساؤل إلى الواجهة بقوة، مسلطًا الضوء على التناقضات التي تعيشها بعض القيادات النقابية في المغرب.

لم يكن الصحفي مصطفى الفن يخفي استغرابه من وجود رجل ثري على رأس أكبر نقابة عمالية في البلاد، في الوقت الذي يُفترض أن تكون النقابات صوت الطبقة الكادحة والمهمشة. فقد كتب حينها متسائلًا: “ما الذي يفعله ثري مغربي اسمه الميلودي موخاريق على رأس الاتحاد المغربي للشغل مع الطبقة الكادحة ومع العمال ومع مزاليط هذا الوطن؟”.

واستطرد قائلًا إن المكان الطبيعي لموخاريق ليس في قيادة نقابة تضم العديد من المناضلين النزهاء الذين يستحقون هذا المنصب أكثر منه، بل في صفوف “باطرونات الاتحاد العام لمقاولات المغرب” إلى جانب شكيب لعلج، رئيس هذا التجمع المقاولاتي.

هذا التناقض بين الخطاب والممارسة يفتح باب النقاش حول طبيعة العمل النقابي في المغرب، ومدى ارتباطه بالمصالح الشخصية لبعض القيادات التي وجدت في العمل النقابي وسيلة للحفاظ على نفوذها بدلًا من الدفاع عن حقوق العمال.

فكيف يمكن لنقابي راكم ثروة ضخمة أن يكون صوت الفئات الهشة والمقهورة؟ وكيف تتحول نقابة عمالية إلى ذراع أيمن يخدم تحالف المال والسلطة بدلًا من أن تكون قوة مضادة لهذا الزواج غير المتكافئ؟

اليوم، مع محاولة موخاريق اتخاذ موقف معارض لحكومة أخنوش بعد سنوات من الدعم والتطبيل، يتجدد السؤال حول مصداقية الخطاب النقابي في المغرب، وحول مدى استقلاليته عن المصالح السياسية والاقتصادية. فهل هو موقف مبدئي، أم مجرد مناورة تكتيكية في لعبة المصالح؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *