ماذا يقع في مخيمات تندوف؟

كشف منتدى مؤيدي دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين” عن فحوة تسريب من داخل أحد الاجتماعات المغلقة لعناصر جبهة البوليساريو، والذي كشف مدى الصراعات الداخلية التي تعيشها قيادة الجبهة مع عناصرها من القواعد.

وأوضح “فورساتين” أن “جبهة البوليساريو تواجه بحرج بالغ تسريب تسجيلات صوتية خلال ندوة ما يسمى الأطر العسكرية تحدثت عن انعدام جاهزيتها وضعف امكانياتها وانهيار معنويات عناصرها”، علاوة على ما واجه به عناصر الجبهة قادتهم بأنهم يعيشون الرفاهية بعيدين عن المخيمات.

وأكد المصدر نفسه، على أن “التسيربات الصوتية الجديدة فضحت الواقع المزري لمقاتلي جبهة البوليساريو والوضع المأساوي الذي يعيشونه، حيث انتشر تسجيل صوتي للمدعو البشير مولود محمد، خلال مداخلة له بندوة ما تسميه الجبهة بـ”الأطر المنظمة”، باشراف من جبهة البوليساريو وأجلت مرات عديدة إلى حين رجوع ابراهيم غالي الى المخيمات، بسبب توافر معطيات عن استغلالها لإعلان شغور منصب زعيم البوليساريو ، وهو السبب الرئيسي للتأجيل بعدما كانت ستنعقد في شهر ماي الماضي”.

و تفاجأ الحاضرون لهذه “الندوة”، يسترسل “فورساتين”، بغياب قادة البوليساريو المفترض حضورهم لها، واقتصار الحضور على قادة الصف الثاني، في محاولة لافراغ المناسبة من أهميتها والتي يفترض أن تزيح غالي من على رأس البوليساريو”.

وأوضح التسجيل الصوتي، يضيف المصدر نفسه “توجبه اتهامات لقيادة الجبهة بالتخاذل ونعتوها بأقدح النعوت والأوصاف، وحملوها مسؤولية ما يقع داخل ما يسمى “الجيش الصحراوي “، متحدثين عن واقع مأساوي بنذر بحدوث كوارث جارفة لا يمكن بأي حال مواجهتها إن استفحلت الأمور قبل مواجهتها بحزم وعزيمة”.

حيث كشف عنصر الجبهة البشير مولود محمد، في مداخلته المسربة التي انتشرت بشكل واسع، يضيف المنتدى” عن “واقع مقاتلي الجبهة وقال بصراحة أنه يفتقد للجاهزية ويعاني من مشاكل بنوية تؤثر على وجوده، معددا نقاط الضعف أمام كل القادة العسكريين وانعدام الإمكانيات العسكرية وهشاشة المعدات وضعف التكوين، فحاول البعض اسكاته ومنهم من حاول اقناعه بتغيير الموضوع، لكن أصر على اتمام الموضوع مطالبا بأن يصل حديثه لابراهيم غالي ولمن غاب من القيادة عن اللقاء”.

كما اقترح المتحدث أن “يعيش القادة واقع المقاتلين، وأن ينقسموا إلى مجموعتين ويتفرقوا على النواحي العسكرية وأن يظلوا مع المقاتلين لمدة شهر واحد فقط، ويشاركوهم طعامهم الذي لا يخرج عن ” العدس” بشكل يومي، وأن يحاولوا الخروج في دوريات استطلاعية قرب الجدار، قبل أن يستدرك أنهم يخافون الموت ويحبون كراسيهم، ولا يعرفون عن الأرض الا ما يسمعون به”.

وحمل المصدر ذاته قيادة الجبهة “ما يق من هزيمة، وطالب بتغيير العنوان المقدم في احدى وثائق الندوة وقال بالحرف : ” قدمتم لنا في الوثيقة عنوانا هو : < تداعيات وانعكاسات العودة للحرب > ، كان يجب بدلا من هذا العنوان أن تخبرونا : ماذا فعلتم في 30 سنة بعد وقف اطلاق النار، 30 سنة من تدمير المؤسسات، 30 سنة وأنتم نائمون، تجلسون هنا وسياراتكم مكيفة، ودياركم بتندوف وموريتانيا وبعيدون كل البعد عن الواقع، وقد جئتم الى المخيمات حفاتا عراة، أعرف أنني سأتعرف للتخوين، فطوابع الخيانة جاهزة لمن يقول الحقيقة ، لكن لا يهمني سوى أن اقول الحقيقة والواقع دون تزييف” .

وحذرت قيادة الجبهة عناصرها من تداول المقطع الصوتي المذكور، حيث أكد منتدى “فورساتين” أن “مداخلته شكلت صدمة للقيادة ، وازداد جنونها بعد تسريب تسجيله الصوتي بين ساكنة المخيمات، حيث طالبت الجبهة عبر مؤسساتها حذف كلامه من كل المنابر ، ومنعت نشره في وسائل التواصل ، وطالبت بالحذر من محتواه وخطورته لتضمنه اسرار خطيرة”، في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات المطالبين من حمايته من القتل أو التعذيب، حسب تعبير المنتدى دائما.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *