هاشتاغ _ الرباط
بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مستجدات الأوضاع في سوريا وعدداً من الملفات الإقليمية الأخرى.
وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن الاتصال ركز على أهمية تعزيز التعاون العربي للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وصون سيادتها واستقرار شعبها، في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة.
وأشار الشيخ عبد الله بن زايد خلال الاتصال إلى ضرورة تضافر الجهود العربية والتعاون مع المجتمع الدولي، لضمان مستقبل أكثر استقراراً وتنمية للشعب السوري الذي عانى من سنوات طويلة من النزاع والانقسام.
كما ناقش الجانبان العلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات، وأكدا حرصهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
المواقف المغربية والإماراتية من الأزمة السورية اتسمت بتباين نسبي خلال السنوات الماضية. فبينما حرص المغرب على النأي بنفسه عن دعم أي طرف في النزاع بشكل مباشر، واحتضن عدداً من المؤتمرات الدولية التي ناقشت الحلول الممكنة للأزمة السورية منذ اندلاعها في عام 2011، انتهجت الإمارات سياسة أقرب إلى إعادة التواصل مع النظام السوري، وكان من أبرز خطواتها استقبال الرئيس المخلوع بشار الأسد في زيارة رسمية إلى أبوظبي قبل عام، وهي إحدى زياراته النادرة خارج سوريا منذ اندلاع الثورة.
وفي تطور جديد للأزمة، أعلنت المعارضة السورية في 8 ديسمبر الجاري عن سيطرتها الكاملة على العاصمة دمشق، بعد انسحاب قوات النظام من المؤسسات الحكومية والشوارع الرئيسية. هذا الحدث التاريخي أنهى عقوداً من سيطرة حزب البعث و53 عاماً من حكم عائلة الأسد، حيث تولى بشار الأسد السلطة في عام 2000 خلفاً لوالده حافظ الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 1971. ومع تدهور الأوضاع، غادر بشار وعائلته سوريا بهدوء إلى روسيا، التي أعلنت منحهم حق اللجوء لدواعٍ إنسانية.
ويأتي التحرك المغربي الإماراتي في توقيت حساس يشهد إعادة تشكيل موازين القوى في سوريا، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا الاتصال قد يفتح الباب لتحرك عربي موحد لإعادة الاستقرار إلى البلاد. فبينما تظل التحديات كبيرة، يحمل هذا التعاون بين دولتين مؤثرتين في المنطقة أملاً جديداً في تحقيق رؤية عربية مشتركة تحفظ وحدة سوريا وتضع حداً لمعاناة شعبها الممتدة منذ أكثر من عقد.