مجلس المنافسة يطلب من حكومة أخنوش إعادة صياغة قانون الغاز

أصدر مجلس المنافسة تقريرا يتضمن رأيا سلبيا حول مشروع القانون رقم 94.17 المتعلق بقطاع الغاز الطبيعي بعد إنتاجه بالمغرب، أحالته عليه الحكومة السابقة قبل نهاية ولايتها، وطلب المجلس من الحكومة الحالية إعادة صياغة القانون وفق التوصيات المتضمنة في التقرير.

وتوصـل مجلـس المنافسـة، بواسـطة الرسـالة المسـجلة بتاريـخ 31 دجنبـر 2019، بإحالـة مـن لـدن رئيس الحكومـة السابق، سعد الدين العثماني، يطلـب فيهـا رأي المجلـس بشـأن مضامـين المـواد مـن 7 إلـى 15 مـن مشـروع القانـون رقـم 94.17 المتعلـق بقطـاع الغـاز الطبيعـي بعـد إنتاجـه. ويتمحـور طلـب الـرأي حـول القواعـد المؤطـرة للحـق الممنـوح بصفـة حصريـة لشـركة التمويـن قصـد اسـتيراد وشـراء الغـاز الطبيعـي مـن المنتجـين المحليـين وكـذا الامتيـاز الـذي تحظـى بـه شـركة النقـل لمزاولـة نشـاط النقـل في مجمـوع التـراب الوطنـي.

غيـر أنـه، وبعـد مباشـرة مسـطرة دراسـة طلـب الـرأي وتحليـل مضامينـه، حيـث كان أعضـاء مجلـس المنافسـة علـى وشـك تسـلم التقريـر النهائـي، أحـال رئيـس الحكومـة السابق، للمـرة الثانيـة، صيغـة جديـدة مـن مشـروع القانـون علـى المجلـس، بتاريـخ 26 أكتوبـر 2020، قصـد إبـداء الـرأي بشـأنها مـن جديـد. وحسب التقرير، فإن هذه الصيغة، التي لا تستجيب لمتطلبات إنجاز مشروع الغاز من أجل الكهرباء، مقتضيات جديدة همت تعديل نظام ممارسة أنشطة التموين والنقل، وكذا المهام المنوطة بالهيئة المكلفة بالتقنين، كما تضمنت الصيغــة الثانيــة مــن المشــروع، تعديـلات عميقـة تختلـف، مـن حيـث الشـكل والمضمـون، مقارنـة بالصيغـة الأوليـة المتوصـل بهـا.

وأوصى مجلس المنافسة بإعادة صياغة مشروع القانون، موضوع طلب الرأي الحالي، قصد ملاءمته مع قواعد المنافسة الحرة، كما هو منصوص عليها في القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة. وأبرز المجلس أنه «أخذا بعين الاعتبار عدم استكمال إرساء قطاع الغاز الطبيعي، يتعين استغلال هذه الوضعية قصد الاستفادة من المزايا التي توفرها المنافسة في هذه السوق، وتفادي تكريس الأوضاع المهيمنة في هذه الأخيرة، وإرساء الاحتكارات ومنح حقوق التوزيع بصفة حصرية، بمجرد وضع النواة الأولى للقطاع التي قد تنعكس سلبا على تطوير القطاع».

وأوصى المجلس، في البداية، بتعزيز رؤية مشروع القانون وقابليته للتنبؤ، مشيرا إلى أنه يجب توضيح بعض المقتضيات وتحديدها تحديدا دقيقا في أفق الحصول على إطار قانوني مستقر وعادل وجذاب، وتعزيز قابليته للتنبؤ من أجل بعث إشارات مطمئنة للمستثمرين المغاربة والأجانب في قطاع الغاز الطبيعي. وأضاف المجلس أن الأمر يتعلق في المقام الثاني بضمان قواعد المنافسة الحرة على مستوى فرعي النقل والتخزين، مبرزا أنه يرى ألا يتم رهن تطور سوق الغاز الطبيعي بوسيلة تكنولوجية وحيدة للنقل عبر خطوط الأنابيب، وأوصى المجلس بالتالي بعدم منح احتكار مجموع الخدمات ووسائل النقل لكون ذلك قد يفضي إلى المساس بقواعد المنافسة في سوق في طور النمو، ويحول دون ضمان التطور السريع لقطاع الغاز الطبيعي على الصعيد الوطني، كما يجب ضمان قواعد المنافسة الحرة على مستوى فرع التوزيع، من خلال عدم منح حقوق توزيع الغاز بصفة حصرية على المستوى الجهوي، وحث الفاعلين على تشييد منشآت لتوزيع الغاز.

وأوصى المجلس أيضا بتعويض نظام الترخيص بنظام للتصريح، من خلال إعادة النظر في الطريقة التي صيغ بها مشروع القانون قصد حذف نظام الترخيص المسبق الذي تمنحه السلطة الحكومية المكلفة بالطاقة، بنظام للتصريح المسبق لدى الوكالة الوطنية لضبط قطاع الطاقة.

ومن جهة أخرى، أوصى المجلس بإعفاء المنتج المحلي من الحصول على رخصة الاستيراد، مؤيدا إعفاء المنتج المحلي من الحصول على رخصة التموين قصد تمكينه من استيراد الغاز الطبيعي، شريطة الوفاء بالتزاماته المعبر عنها في إطار الشراكة المبرمة مع الدولة. وشدد المجلس في رأيه على الحرص على التقيد بمبدأ الفصل بين الأنشطة، مؤكدا أنه في إطار احترام مبدأ الحياد التنافسي، يوصي المجلس باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان استقلالية مسير أو مسيري شبكة النقل والبنيات التحتية الثقيلة (وحدات التخزين) إزاء البنيات المكلفة بالتوريد والإنتاج.

واعتبر مجلس المنافسة أن ملاءمة مقتضيات القانون رقم 21.90 المتعلق بالبحث عن حقول الهيدروكاربورات واستغلالها مع أحكام مشروع القانون حول الغاز الطبيعي تكتسي أهمية كبيرة لتوضيح رؤية الفاعلين في القطاع وضمان الشروط لضمان منافسة عادلة ومنصفة، وأوصى مجلس المنافسة أيضا بوضع مسطرة تقنين استباقية وتفادي تداخل الاختصاصات بين الوكالة الوطنية لضبط قطاع الطاقة ومجلس المنافسة.

وتحقيقا لهذه الغاية، يرى المجلس ضرورة إجراء مراجعة عميقة لطريقة صياغة مشروع القانون، لاسيما في الشق المتعلق بالصلاحيات المخولة للوكالة الوطنية لضبط قطاع الطاقة. إذ يجب التنصيص صراحة على أنها تتمتع بوضع قانوني متميز وتمارس وظائفها بكل استقلالية قصد تمكينها من اتخاذ قراراتها بكل استقلالية، وبعيدا عن أية وصاية من لدن الإدارة أو أية هيئة سياسية.

كما يقترح المجلس تكريس حماية حقوق المستهلكين ووضع إجراءات وآليات لمراقبة الممارسات التنافسية المقيدة. ويتعلق الأمر أيضا بالسهر على التوفيق بين المتطلبات ذات الصلة بعقود الامتيازات طويلة الأمد، المبرمة بمقتضى القانون رقم 21.90 المتعلق بالبحث عن حقول الهيدروكاربورات واستغلالها، واحترام النظام العام التنافسي، وضمان الإنصاف والشفافية في ولوج جميع الفاعلين إلى شبكة نقل الغاز.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *