أشادت مجموعة الصداقة البرلمانية كوستارياكا -المغرب بالمجلس التشريعي بكوستاريكا بمبادرة المغرب الناجحة للتقريب بين مختلف فصائل النزاع في ليبيا والتي توجت بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت المجموعة في بلاغ لها أن الموائد المستديرة التي رعاها المغرب، منذ شهر شتنبر الماضي بمدينة بوزنيقة، “ساهمت مساهمة حاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي” الموقع بمقر الأمم المتحدة بجنيف في 23 أكتوبر المنصرم، معتبرة أن من شأن هذا الاتفاق أن يقود “نحو مستقبل يسود فيه الأمن والسلام لفائدة الليبيين والمنطقة المتوسطية والعالم بصفة عامة”.
وأشاد البلاغ بـ”المقاربة الاستباقية للمغرب الذي تمكن من إرساء مسار سياسي، كان ضروريا للتوصل لفض النزاع الليبي”، على غرار ما قام به سنة 2015 تحت رعاية الأمم المتحدة، إذ تم الاتفاق آنذاك على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
جدير بالذكر أن رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، كان قد قام شهر دجنبر من السنة الماضية بزيارة لجمهورية كوستاريكا بعد تنامي حضور الانفصاليين بالجمعية التشريعية لهذا البلد الامريكو لاتيني، حيث أكد في كلمته امام برلمانيي كوستاريكا أن المغرب بلد جدير بالثقة وأنه أرض السلم والسلام، وهو البلد الذي يضع استقرار الدول ووحدتها، في صدارة أولويات سياسته الخارجية.
كما وقع بن شماش مذكرة تفاهم جمعت مجلس المستشارين بالجمعية التشريعية لكوستاريكا، حيث وصف في كلمته أمام أعضاء البرلمان الكوستاريكي لحظة التوقيع على هذه الاتفاقية كونها فيصل تاريخي، حين خصها بالقول بأن «نضع فيها معا أساسا قويا نطمح إلى تجسيده بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، ونأمل من خلال التوقيع أن تتاح لنا فرصة استدراك ما ضاع من وقت، واستثمار رصيد القيم المشتركة التي تجمعنا والطموحات التي تحذونا لتقديم مساهمتنا المشتركة في سبيل بناء نظام أكثر عدلا وأقل عنفا وإرساء أسس قوية للتعاون جنوب -جنوب».
وزاد موضحا، أن التوقيع على الاتفاقية يجسد القناعة الراسخة المشتركة «التي بلورناها لتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وتجسيد الخيار الاستراتيجي الذي يعتمده المغرب ويرعاه جلالة الملك محمد السادس»، مضيفا أن المملكة المغربية تولي أهمية قصوى لتوطيد التعاون جنوب- جنوب وبلورة تدابير للتعاون تستثمر الفرص المتاحة، على رأسها مكانة المغرب الجهوية والإقليمية والدولية وموقعه الجيو- استراتيجي باعتباره بوابة تربط منطقة أمريكا اللاتينية والكاراييب بالقارة الافريقية والعالم العربي.
وأكد في الوقت نفسه، أن المغرب يتوفر على كل المقومات ليكون شريكا متميزا وجديرا بالثقة بفضل الأوراش والإصلاحات الكبرى التي باشرها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في مختلف المجالات، مُستحضرا في هذا الصدد تجربة المصالحة والعدالة الانتقالية، وتوطيد البناء الديمقراطي وتعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.