بعد مرور أربعة أيام على انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، برزت مفارقة لافتة تمثلت في ضعف الإقبال الجماهيري بعدد من الملاعب، مقابل حضور قوي ومكثف بالعاصمة الرباط، حيث تظل مباريات المنتخب الوطني مرشحة للعب أمام مدرجات ممتلئة.
مشاهد المدرجات شبه الفارغة، خصوصاً بملعب أدرار في أكادير، دفعت المنظمين إلى اللجوء للحل السريع عبر فتح الأبواب مجاناً، وهو ما مكّن من إنقاذ الموقف في اللحظات الأخيرة، وأعاد الحياة إلى المدرجات بفعل الإقبال المفاجئ للجماهير.
ورغم أن ارتفاع أسعار التذاكر يُعد سبباً رئيسياً لهذا العزوف، إلا أن مؤشرات التنظيم تطرح أسئلة أعمق حول سياسة التسعير والتوزيع الجغرافي للمباريات، خاصة في المدن البعيدة عن مراكز الثقل الجماهيري.
في المقابل، شكّل الحضور القوي للجاليات الإفريقية المقيمة بالمغرب نقطة مضيئة، حيث أضفت أجواء احتفالية وحيوية على عدد من المباريات، ومنحت البطولة روحها القارية.
ويبقى التحدي المطروح أمام اللجنة المنظمة هو تفادي تكرار صور المدرجات الخالية، حفاظاً على صورة البطولة قارياً ودولياً، وضمان نجاح نسخة يُراهن عليها لتكريس مكانة المغرب كمنظم رائد للتظاهرات الرياضية الكبرى.
