هاشتاغ
في خطوة وُصفت بالاستفزازية والصادمة، أقدمت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالفداء مرس السلطان، بجهة الدار البيضاء سطات، على منع اعتماد نصين حول القضية الفلسطينية في امتحان اللغة العربية للمستوى السادس ابتدائي، دورة يونيو 2025، تحت ذريعة وُصفت بـ”الحساسية السياسية”!
القرار الذي تفوح منه رائحة الرقابة الموجهة أثار حفيظة الرأي العام، ودفع عبد الصمد حيكر، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، إلى توجيه سؤال كتابي لوزير التربية الوطنية شكيب بنموسى، متسائلًا عن خلفيات هذا “المنع غير المبرر” والمستفز للقيم الوطنية التي يجمع عليها المغاربة.
النصان الممنوعان، بحسب السؤال البرلماني، أحدهما يحكي حلم طفل فلسطيني بالعودة إلى وطنه، والآخر يروي صمود طبيب فلسطيني يخاطر بحياته لخدمة أهله في غزة. ورغم الطابع الإنساني والتربوي الواضح في النصين، ارتأت المديرية – وفق تقرير داخلي – أنهما يندرجان ضمن “مجال سياسي حساس”، وكأن الدفاع عن فلسطين بات جريمة تربوية!
حيكر اعتبر هذا السلوك الإداري “انزلاقاً خطيراً” يمس وجدان المغاربة الذين طالما اعتبروا فلسطين قضية مركزية لا تقل أهمية عن وحدة التراب الوطني، مشددًا على أن ما قامت به المديرية يمثّل مسًّا صريحًا بالثوابت الجامعة للمغاربة، وتحديًا لمواقف الدولة التي يعبّر عنها جلالة الملك شخصيًا، واضعًا القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية.
البرلماني طالب الوزير بالكشف العاجل عن أسباب هذا القرار المهين، وباتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه “السقطة التربوية”، التي تحوّل المدرسة العمومية إلى فضاء خاضع لمنطق التكميم لا التنشئة الوطنية.