مساجد القرى على حافة الانهيار… ووزارة الأوقاف في سبات عميق

هاشتاغ
في وقتٍ يقترب فيه شهر رمضان، ما تزال آلاف المساجد في القرى المغربية تعيش وضعاً كارثياً يهدد أرواح المصلين، وسط صمتٍ غريبٍ من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي يبدو أنها فقدت الحسّ بالمسؤولية تجاه بيوت الله.

خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، وجّه المستشار البرلماني خالد البرنيشي انتقادات لاذعة إلى الوزارة، مطالباً بـ«التعجيل بترميم وتأهيل المساجد بالعالم القروي»، بعدما تحوّلت العديد منها إلى قنابل موقوتة فوق رؤوس المصلين.

البرنيشي كشف أرقاماً صادمة: حوالي 70 في المائة من مساجد المغرب توجد في العالم القروي، أي ما يفوق 36 ألف مسجد من أصل 52 ألفاً، غالبيتها شُيّدت بمواد هشة كـ«الطوب والتبن»، ما جعلها عرضة للتشققات والانهيار في أي لحظة.

وقال البرلماني إن بعض المساجد أصبحت فعلاً آيلة للسقوط، بينما تكتفي الوزارة بالتقارير والمراسلات، في تجاهل تام لواجبها في صيانة بيوت الله التي يفترض أن تكون أولويّة وطنية.

وأشار المستشار إلى أن زلزال الحوز زاد الوضع سوءاً، إذ دمّر أو ألحق أضراراً جسيمة بعشرات المساجد في المناطق المتضرّرة، التي ما تزال مغلقة أو في طور الإصلاح بعد مرور أكثر من سنتين على الفاجعة.

ورغم النداءات المتكررة من الساكنة والمنتخبين، لم تتحرك الوزارة بالسرعة المطلوبة، تاركة المصلين يؤدون صلواتهم في خيامٍ أو فضاءات مفتوحة، في مشهدٍ مهينٍ لا يليق بدولة تُنفق الملايير على مشاريع “التأهيل الديني” و”تجويد الخطاب”.

دعوة البرنيشي جاءت لتضع وزارة الأوقاف أمام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد إقبالاً واسعاً على المساجد.
لكن في المقابل، تلتزم الوزارة الصمت المعتاد، وتكتفي ببيانات عمومية لا تلامس الواقع الميداني، فيما تتكدّس الملفات في رفوف المندوبيات الجهوية.

ويطرح هذا التراخي أكثر من سؤال حول أولويات الوزارة: هل تُعنى حقاً ببيوت الله أم تكتفي بإدارة الشأن الديني من المكاتب المكيفة في الرباط؟