عبد السلام المساوي
1- بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة الجمعة 12 أكتوبر 2018 ،كان خطاب جلالة الملك وهو يعلن باسمه الشخصي وباسم كل المغاربة في كل مكان من هاته الرقعة الجغرافية والتاريخية والحضارية التي تسمى المغرب الملل الجماعي والعياء التام والكامل من الانتهازيين ، ومن الذين يريدون من المغرب ان يعطيهم فقط ، ولا يريدون بالمقابل ان يعطوه شيئا .
المغرب ” يجب ان يكون بلدا للفرص ، لا بلدا للانتهازيين ، وأي مواطن ، كيفما كان ، ينبغي أن توفر له نفس الحظوظ ، لخدمة بلاده ، وأن يستفيد على قدم المساواة مع جميع المغاربة ، من خيراته ، ومن فرص النمو والارتقاء ” هكذا تحدث جلالة الملك ، وهكذا التقط المغاربة العبارة بكل الوضوح التام والكامل وفهموا المغزى منها والمراد من قولها وعرفوا ايضا المعنيين بها ….
المغرب ” يحتاج ، اليوم ، وأكثر من اي وقت مضى ، الى وطنيين حقيقيين ، دافعهم الغيرة على مصالح الوطن والمواطنين ” هكذا شدد صاحب الجلالة على حاجة المغرب ايضا ” الى رجال دولة صادقين يتحملون المسؤولية بكل التزام ونكران ذات ” .
لذلك يبدو الرهان اليوم واضحا للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه : هذا البلد محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه وتنميته والصعود به ، المفتخرين بالانتساب إليه ، المصارحين بحقائقه كلها صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا الى اي مكان اخر.
جاء خطاب العرش _2019 _ ليعلن وجوب اجراء قطيعة نهائية مع الريع والعبث ؛ يقول صاحب الجلالة ” …بناء مغرب الأمل والمساواة للجميع . مغرب لا مكان فيه للتفاوتات الصارخة ، ولا للتصرفات المحبطة ، ولا لمظاهر الريع ، واهدار الوقت والطاقات ..
لذا ، يجب اجراء قطيعة نهائية مع هذه التصرفات والمظاهر السلبية ، واشاعة قيم العمل والمسؤولية ، والاستحقاق وتكافؤ الفرص .”
وهكذا يتبين بكل وضوح وصرامة ، ان صاحب الجلالة يدعو وجوبا الى احداث قطيعة ، قطيعة نهائية ؛ قطيعة بالمعنى البنيوي ، القيمي ، السياسي والسوسيولوجي مع السلوكات والتصرفات التي تعيق استكمال بناء مغرب الأمل والمساواة …
وجب اذن ، القطع مع ثقافة النهب والعبث ، والتاسيس لثقافة العمل والمسؤولية.
المغاربة الذين يقولونها بكل اللغات عن تبرمهم ومللهم من الانتهازيين والناهبين ، سمعوا ملك البلاد يقول بأن الحاجة ضرورية اليوم لكفاءات صادقة ومخلصة ….ان هذا الملك يريد العمل ، ويبحث عن الصادقين للعمل معه .
لا ننكر ان العثور على هؤلاء الصادقين هو عملة صعبة في زمننا هذا …ولكن نعرف ان المغرب هو بلد كفاءات ، وبلد شباب وبلد وطنيين مواطنين قادرين على ابداع كل الطرق والحلول للنهوض ببلادهم والسير معها جنبا الى جنب في كل مراحلها ، واساسا في مرحلتها الجديدة المقبلة .
ان قدر المغرب ليس ان يبقى رهينة الذين يقفلون على الكفاءات المخلصة والمحبة لوطنها منافذ الطموح والمسؤولية في بلادهم . وهم من جعلوا اللانتخابات. وسيلة اغتناء عوض ان يجعلوها وسيلة خدمة للمواطنين والمواطنات . وهم سبب حقيقي من اسباب بقاء المغاربة غير مستفيدين من كثير الاصلاحات التي وقعت في البلد ، رغم اهمية هاته الاصلاحات وثوريتها وعدم تحققها في بلدان أخرى ….
هناك اقتناع ، هناك توافق بين الملك وبين شعبه ؛ ان الحاجة ماسةالى الكفاءات الحقيقية الجديدة ، والطاقات المواطنة التي يمتلئ بها خزان هذا البلد حد الابهار .
وهذه المرة كانت واضحة اكثر من المرات السابقة ، وتقول باسم الشعب وباسم الملك معا ان الحاجة ماسة لضخ الدماء الجديدة في العروق ، التي لم تعد تستطيع الاشتغال بشكل سليم ..
2_ لقد تعلمنا أنه لا يمكن قراءة الخطب الملكية بدون الرجوع الى مضامين الخطب السابقة ، وأن هناك خيط رابط بين جميع الخطب الملكية ، وبالتالي فان أي قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار الخطابات السابقة تبقى قراءة معيبة وتزيغ عن الصواب
عندما نقرأ خطاب العرش ، 29 يوليوز 2020 , فاننا نستحضر بشكل اوتوماتيكي خطب ملكية أخرى حملت معها ثورات هادئة في مجالات الادارة العمومية والديبلوماسية والجهوية المتقدمة ومراكز التكوين المهني والتعليم ومراكز الاستثمار الجهوي وميثاق اللامركزية …وغيرها من المجالات التي تهدف الى تحسين حياة المواطن وتجويد الخدمات العمومية ، وتسعى الى تحقيق مقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية …
لقد جاء في أكثر من خطاب ملكي ، أن تشريح وتشخيص الواقع بكل جرأة وموضوعية ليس نقدا هداما ولا يدخل في خانة جلد للذات ، لكنه نقد بناء خاصة وأنه مرفوق دائما بالاقتراحات والحلول الاستعجالية والاستراتيجية ..
لقد شكلت خطب جلالة الملك محمد السادس جيلا جديدا من الخطب ، اذ تميزت بالواقعية والموضوعية والجرأة ، سواء في مجال تشخيص الواقع وانتقاد أداء المؤسسات والمرافق الإدارية…
خطاب العرش _ 2020 _منسجم ومكمل لخطب جلالة الملك محمد السادس في الآونة الأخيرة ، خطب تتميز بسمات جديدة لم يألفها المواطن من قبل ولم يتعود عليها ذوو المناصب والمحتكرون للثروة والسلطة …خطب متجددة وحداثية تتماشى وروح العصر ، بل وتحمل في طياتها حمولات سياسية واقتصادية واجتماعية بلغة سلسة واضحة يفهمها ويتذوقها الجميع .
ان خطب جلالة الملك محمد السادس متميزة شكلا ومضمونا ، وتشكل خارطة طريق لاخراج المغرب من كل الاختلالات السياسية والتنموية والاقتصادية والمجالية ، لكنها في حاجة ، ليس لمن يشيد بها ، بل لمن يلتزم بها وينزلها الى ارض الواقع .
خطب متماسكة ومنسجمة ، تحكمها وحدة الهدف ووحدة الرؤية …
خطب مؤسسة على ثوابت مبدئية ورؤية واعية واستراتيجية …
خطب حية متجددة يحكمها ناظم مشترك ؛ تنمية المغرب وخدمة المواطن …
خطب واعية وهادفة ، خطب عقلانية لا تروم السيطرة على الوجدان بخطاب عاطفي ….
خطب الحقيقة ، واضحة شكلا ومضمونا ، لغة وفكرا ، منهجية ورؤية …. يقول صاحب الجلالة في خطاب العرش 29 يوليوز 2019 ” نحن نريد سماع الحقيقة كاملة عما يجري في بلادنا وان كانت قاسية ومؤلمة .” يقولها ملك البلاد بكل الوضوح الممكن ، يقولها ويكررها لمن يريد ان يفهمه ، لا لمن يريد فقط الانصات لجلالته
خطب صريحة وصارمة ، خطب نقدية ، جريئة وشجاعة …
وعلى المسؤولين الذين يقولون لنا دائما ان المصلحة العامة تهمهم اكثر من الخاصة ان يؤكدوا لنا هذه المرة بالملموس ، بالفعل لا بالكلام ، انهم مقتنعون بهذا الشعار الذي يرددونه ، وان يحاولوا تدوير العجلة ، واخلاء المكان ، والبحث عمن يستطيعون الحديث مع مغرب 2020 بلغة 2020 بل بلغة 2030 و 2050 و…
ان المسألة تهم مستقبل وطن بأكمله ، المستقبل الذي ينادينا ، والذي يطرح على كل واحد منا السؤال ؛ اي بلد سنتركه للأبناء والاحفاد بعدنا ؟
جاء في خطاب العرش _29 يوليوز 2019″ ان المغرب ملك لجميع المغاربة ، وهو بيتنا المشترك . وعلينا جميعا ، كل من موقعه ، ان نساهم في بنائه وتنميته ، وان نحافظ على وحدته و أمنه واستقراره .”العمومية أو في مجال طرح وصفات الحلول الاستراتيجية …
3_ خطاب العرش _ 29 يوليوز 2020 _كان خطابا بنفس اجتماعي متقدم ، تعودناه من جلالته في خطبه كلها منذ اعتلائه العرش لكن خطاب هاته السنة وهو يأتي في زمن خاص من نوعه ، يسميه الكل ” زمن كورونا ” جعل لهذا النفس الاجتماعي معنى آخر ووزنا أكبر .
الاستفادة من الجائحة ومن دروسها ومن المحنة الصحية والوبائية والاجتماعيةو والمجتمعية التي يمر منها العالم بأسره وضمنه بلدنا ، تلك كانت هي النبرة الناظمة لخطاب العرش الذي تابعه المغاربة جميعا بكبير الاهتمام .
استفادة تعيد ترتيب أولوياتنا المغربية ، وتضع في اعتبارها الأساس أكثرنا هشاشة الذين لا يمكن أن نتركهم على قارعة الطريق وأن نمضي ، لأن هذا الأمر مستحيل ، وبلدنا سيسير بنا جميعا أو لن يسير .
المغرب ، وملك المغرب قرر له منذ البدء أن يسير بنا جميعا . وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها جلالة الملك عن الفئات الهشة وعما يجب أن تفعله لاخراجها من وضعيتها. لكن هاته المرة جلالته ذكرنا أن ما قاله في خطبه كلها أكدته الأيام ، وأكده أساسا الزمن الصعب المسمى ” زمن كورونا ” .
لذلك كان الرد واضحا على سؤال الهشاشة هذا من خلال رصد مبلغ مالي ضخم لمواجهتها ، ومن خلال وضع خطة لا تتجاوز مدتها السنوات الخمس لأجل أن ندخل جميعا – دون استثناء – نظاما اجتماعيا يغطي لحظات ضعفنا ، ويؤكد لنا أننا – جميعا – مرة أخرى أبناء وبنات هذا البلد وأنه لن يفرط فينا وأننا لن نفرط فيه .
كان خطابا متميزا مرة أخرى ، وكان خطابا بنفس اجتماعي متقدم ذكرنا جميعا بأن ما يمسنا يمس ملك البلاد ، وأن الشعور متبادل حتى الختام …
4_ ” امن الاتحاد الاشتراكي بأن الاشتراكية الديموقراطية هي المدخل الضروري لمعالجة الاختلالات الاجتماعية ، وإحدى مداخل الحداثة واستدراك التأخر التاريخي ، فالاشتراكية ترتبط بالفضاء العقلي للحداثة ، ومن هنا ، امن الاتحاد الاشتراكي ، بضرورة تحيين الاشتراكية كمثال بفك ارتباطها بنماذج معينة وبالحفاظ على الشحنة الفكرية التي قامت عليها ، أي التشبث بالارضية الحداثية الثقافية للاشتراكية وخلفياتها الفلسفية الانوارية….
الاتحاد الاشتراكي قوة دفع تقدمية ، يسارية اجتماعية – ديموقراطية تروم اصلاح وتطوير الأوضاع ، والمساهمة في رسم خطوط المستقبل ، ومناط تحول في المجالات كافة ، السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والثقافية….
واذا كان الاتحاد الاشتراكي أداة اصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل ، فان قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة ، ومؤهلاته النضالية والميدانية ، لتجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها ، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي …
ان الاتحاد الاشتراكي هو القوة المجتمعية الأكثر انفتاحا وتأهلا للمساهمة بفعالية ، في انجاز الاوراش الاصلاحية ، على قاعدة الجدلية الحية القائمة بين الاصلاح والاستقرار ، في اطار مجتمع متماسك ، متضامن ومتطور…
وفي هذا السياق الذي تحكمه ارادة المبادرة ، لا انهزامية الانكفاء ، تندرج أرضية الأستاذ إدريس لشكر التي تقارب مجالات حيوية لصيقة بمعيش افراد الشعب ، سواء في المجال الاجتماعي او في المجال السياسي والمؤسساتي …
ولسنا في حاجة الى تذكير دعاة التشكيك في القدرة اللامحدودة للاتحاد الاشتراكي على كفاءته العالية في التكيف الايجابي والمنتج
ان المغرب اليوم في محك حقيقي ، أثبتنا فيه بالفعل أننا دولة قوية تحترم المؤسسات سواء في صيغتها الدستورية أو القانونية ، وأن عملية تنزيل وتطبيق الحجر الصحي كانت نموذجا واضحا في الثقة ، ودليلا على أن هناك تجاوبا مطلقا ما بين ” المؤسسات ومكونات المجتمع المغربي …
ان التحرك الاستباقي للمغرب في تعامله مع الوباء كان صائبا ، بل هو نموذج يثني عليه العديدون في أقطار المعمور ..
يقول الأستاذ إدريس لشكر في الأرضية التوجيهية ” كاشتراكيين ديموقراطيين ، جعلنا شعار مشروع النموذج التنموي الجديد لحزبنا الذي أعلننا عنه بعد مشاورات ومداولات داخلية في ندوة دولية في أبريل 2018 : ” دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن ” . واليوم وبلادنا على المحك ، يعي الجميع معنى الدولة القوية العادلة : دولة ذات مصداقية تحرص على تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها ومهامها كيفما كانت كانت الظروف . ويعي الجميع معنى المجتمع الحداثي المتضامن : فئات مجتمعية متضامنة فيما بينها بغض النظر عن انتمائها الطبقي او الفئوي او الجغرافي أو النوعي .”
ويقول الأستاذ إدريس لشكر في ذات الأرضية ” فمع البدايات الأولى لانتشار جائحة ” كورونا ” ، جسدت الدولة المغربية بقيادة جلالة الملك طابعها الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى ، وبشكل جعل بلادنا مضرب الأمثال في مختلف أقطار العالم .
لقد كان للمبادرات الملكية عظيم الأثر في تجنيب بلادنا مأس غير محسوبة العواقب . فقد تفاعلت الدولة المغربية مع تقارير المنظمات الدولية ( منظمة الصحة العالمية ، صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، منظمة الأمم المتحدة ) بكل عقلانية ورصانة ، فتوالت المبادرات الملكية بقيام جلالة الملك باستعمال كل ما منحه الدستور من صلاحيات ، سواء على مستوى إمارة المؤمنين ، أو رئاسة الدولة ، او القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ، لاطلاق المبادرات اللازمة للحد من انتشار الفيروس ، الشيء الذي سهل انخراط كل مكونات المجتمع لمكافحة هذا الداء والحد من تبعاته ، كل من موقعه .
لقد اختارت الدولة المغربية الانسان على أي شيء آخر . والسلطة بينت على علو كعبها وجندت كل أطقمها تلبية لنداء الوطن . وجنود المواجهة من أطقم طبية وصحية وأمن ودرك وقوات مساعدة وجيش ، كل هؤلاء دخلوا المعركة باقدام وشجاعة ومسؤولية وطنية عالية . ما تبقى هو في يد المواطنين الذين عليهم أن يمتثلوا بتعليمات الخطة المتبعة ويلزموا بيوتهم ويساهموا في هزم العدو بعزله ومنعه من الانتشار.
ولنا ان نفخر بقرار انشاء ” الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا كوفيد _19 ” لتغطية النفقات الطبية ، وتاهيل الاليات والوسائل الصحية ، ودعم القدرة الشرائية للأسر ، ومساعدة القطاعات الاقتصادية المتضررة والحفاظ على مناصب الشغل . صندوق فاقت مداخيله كل التوقعات ، حيث تجاوزت 33 مليار درهم ( 3 في المائة من النتاج الداخلي الاجمالي ) ، بفعل الحس الراقي المتضامن الذي ابانت عنه كل مكونات الشعب المغربي ، كما أحدثت ” لجنة اليقظة الاقتصادية ” لمواكبة انعكاسات الوباء والمبادرة بالاجراءات اللازمة لمعالجتها .”
من بين حسنات فيروس ” كورونا ” أنه اعادت للمغاربة الثقة في الدولة ، فالمغاربة تأكدوا أن هناك دولة تحميهم ، بعدما لاحظوا أن المغرب نجح الى حد كبير في تدبير الأزمة ، كما لاحظوا أن الملك محمد السادس اتخذ قرارات هامة تهدف إلى حماية من فقدوا وظيفتهم ، قرارات ستحمي الشركات التي قد يتعرض بعضها للافلاس بعد الشلل الاقتصادي الذي أصاب عددا من دول العالم ، ومن المؤكد انه أصاب الاقتصاد المغربي أيضا .
المغاربة فهموا أيضا بعد أزمة ” كورونا ” الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات ، ولو بامكانياتها البسيطة ، وأن دور الدولة ليس هو فقط تحصيل الضرائب من جيوب المواطن البسيط والفقير ، ولكن أن تقف الى جانبه أيضا في وقت الأزمات .
المغاربة عرفوا أيضا الأدوار التي يقوم بها الأمن في التوعية والتحسيس وحماية حياة المواطنين ، كما عرفوا أن المغرب يمكنه أن يكون مستقلا عن الدول الأوروبية في تدبير شؤونه الخاصة ، وفي حماية مواطنيه وأنظمته على حد سواء ، فلا مجال لأي جهة خارجية اليوم ان تزايد علينا . صحيح ان وسائل المغاربة وامكانياتهم بسيطة ، لكن الدولة بمؤسساتها وشعبها نجحت في كل الأحوال في تدبير الأزمة ، بقدر المستطاع.
اليوم الدولة أظهرت دورها كدولة رعاية وكمؤسسة تمثل وعي وضمير ومسؤولية المجتمع ، وهي في موقع القيادة ولهذا ظهر وجهها الاخر الذي يخصص امكانيات مالية …
وهنا لا يمكن ان ننسى المجتمع الذي برزت فيه مظاهر جديدة من التضامن والقيم التي كانت تتضاءل من قبل . لقد اكتشف المغاربة الجانب الايجابي في بعضهم البعض ، من خلال العديد من تمظهرات قيم التضامن على كافة المستويات.
اليوم برزت قيم التضامن بسخاء ، وهذا شيء جميل تذكر به لحظات رهيبة ثمنها الغالي ، هذه طبيعة التاريخ ، كثيرا ما يقلب ظهر المجن ، ويظهر لنا وجوها مختلفة حسب الظروف .
اليوم هناك استجابة المجتمع والدولة والأفراد ، وهنا وجه جديد للمغرب وللمغاربة أخذ في التشكل وان كانت كل التحولات تتم ببطء وتتشكل تدريجيا ، أعتقد أن هذه المسألة ستغني الوعي التاريخي المغربي ، وستجعل المغربي يفصل ويميز بين أبعاد الصراع وأبعاد التضامن ، يمكن أن نسميها ” الأبعاد الإيجابية ” .
اليوم التاريخ يتيح ازدهار وتنامي وتطور هذه الأبعاد الإيجابية الكامنة في عمق الكائن البشري .
وهنا نذكر بما جاء في المذكرة التي قدمها الاتحاد الاشتراكي للجنة النموذج التنموي الجديد ، والتي كانت بعنوان ” دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن ” ؛ “ولعل أهم استخلاص يمكن الوقوف عنده يرتبط بالرؤى والاليات العامة المعتمدة في تفعيل المشروع التنموي على أوسع نطاق ، وخاصة على مستوى تحديد مهام وإدوار الدولة في المسار التنموي الشامل . وهنا ، لا بد من الاشارة الى منظورنا لدور الدولة التي لا نريدها وفق مبادئنا الاشتراكية وموقفنا المعارض لفكرة تحطيم الدولة ، ان تكون ” جهازا حارسا ” يسمح للصراع الاجتماعي واقتصاد السوق بالتحكم في مصير البلاد . فالدولة التي نريد غير محايدة تقوم بدور تحفيزي واجتماعي لصالح الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا في المجتمع من خلال توفير شروط العيش الكريم والحماية الاجتماعية العادلة والمنصفة . اننا مع الدولة الداعمة للتخفيف من حدة اثار العولمة في انتاج المزيد من الفقر والهشاشة في ظل غياب تنافسية الاقتصاد الوطني القادرة على تحقيق التوازن الاجتماعي . ”
5 _ منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية رأينا أن الملك في مختلف صوره ووظائفه ، رأيناه رئيس دولة مكلف بالسهر على حماية المواطنين وضمان السير العادي لمؤسسات الدولة . ورأيناه أميرا للمؤمنين يقبل على قرارات شجاعة وأخرى إنسانية ، ثم رأيناه ايضا قائدا أعلى للقوات المسلحة ، وناظرا أعلى للأوقاف والشؤون الإسلامية …كل خزانه الدستوري استعمله دون ان تطأ قدماه خارج الدستور .
في الواقع ملك المغرب محظوظ جدا ، ومصدر حظه أنه تمرس مبكرا على ما يشغل الحكومات حاليا على الصعيد الدولي : الا تتحول التدابير الإستثنائية الى سلطوية ، وأن لا ينهار الاقتصاد ، ولا يدفع الفقراء وحدهم فاتورة الكارثة أو القوة القاهرة .
منذ توليه العرش كان الاقتصاد شغله الأول ، ووصف ” ملك الفقراء ” حينها يختزل الكثير من التمثل الشعبي لملك أختار أن ينتصر للفئات الهشة ، وحتى مع ظهور التهديدات الإرهابية لم نطبق قاعدة الأمن اسبق من الديموقراطية . وحين هبت رياح ” الربيع العربي ” كانت الوصفة قد اختمرت : الديموقراطية والنمو والتنمية ، وبها خرج المغرب من منطقة الزوابع الإقليمية والوصفة نفسها اليوم تعود للاشتغال بشكل مكثف ليخرج البلد من حالة الوباء القاتل .
وفي كل ما عشناه مع الوباء ، كنا تحت قيادة ملك يدرس المعطيات الموضوعية جيدا ، لكنه يضيف اليها كثيرا من الحدس والجرأة ، وأساسا القدرة على التضحية ، تلك القيمة التي قال عنها الاخرون من الجهات الأخرى من العالم : ملك المغرب يضحي باقتصاد بلده من اجل شعبه .
وما ميزنا عن غيرنا هو تلك الحكامة التي كانت في القمة من خلال اتخاذ مجموعة من القرارات في وقتها وبصمت وبمسؤولية وجرأة ، وهذه المنهجية هي التي ساعدت على مواجهة هذا الوباء .
اليوم صدق المغاربة والمغربيات . اليوم تحققت نبوءات من سكنهم المغرب قبل أن يسكنوه . اليوم الكل يقول شكرا جلالة الملك .
المغرب بقيادة ملكه الحكيم واستنادا على تجربة القرون الماضية في الحكم ، واستماعا لصوت العقل قرر أن يجعل هاته المعركة لأجل صحة وحياة شعبه أولوية الأولويات .
سنجتاز جميعا هذه الأزمة أكثر قوة لأننا أكثر اتحادا اليوم ، فخورين بهويتنا الوطنية وانتمائنا لشعب عظيم بقيادة ملك عظيم….
درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وابدأ ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم .
6_يقول جلالة الملك في خطاب 20 غشت بمناسبة الذكرى السابعة والستين لذكرى ثورة الملك والشعب ” أدعو كل القوى الوطنية، للتعبئة و اليقظة، و الانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية و التحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء.
و هنا، أود التنبيه إلى أنه بدون سلوك وطني مثالي و مسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، و لا رفع تحدي محاربة هذا الوباء “.
_ ان الاتحاد الاشتراكي يجد نفسه في الخيارات الاستراتيجية والتوجهات السياسية والاصلاحات الهيكلية التي يبشر بها جلالة الملك ، ويحث عليها في كل مناسبة وحين ، بل وينكب على الاشراف على الكثير منها …
ان الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني ، المتشبع بهويته التقدمية ، المستند الى جذوره الاجتماعية – الشعبية ، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية وطنية اقتراحية ، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في توعية وتأطير المجتمع .
واذا كان الاتحاد الاشتراكي سليل الحركة الوطنية، اداة اصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل ، فان قدراته وكفاءاته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة ، ومؤهلاته النضالية والميدانية ، لتجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها ، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي البعيد والقريب …
الاتحاد الاشتراكي في النشأة والتأسيس ، في السير والمسار …حزب وطني …رقم أساسي في ثورة الملك والشعب ، ثورة التلاحم العضوي المتين بين الملك والشعب …ثورة ثابتة من حيث المبدأ ومتغيرة من حيث المهام بتغير الشروط التاريخية ، التحولات المجتمعية والأسئلة الكونية…
وفي زمن الجائحة ، الاتحاد الاشتراكي اليوم ، كما بالأمس والغد وغد الغد ، يضع المصالح الحزبية والهواجس الانتخابية بين قوسين مغلقين ، ويتفرغ للمهمة الوجودية والمعركة المصيرية : الدفاع عن الوطن …الدفاع عن المواطن …الدفاع عن الانسان …الدفاع عن الحق في الوجود والحياة …هكذا تكلم جلالة الملك …تناغم حزب وطني مع ملك وطني ، رمز السيادة والوجود ….من محمد الخامس والحسن الثاني الى محمد السادس ؛ الاتحاد الاشتراكي منخرط وفاعل في ثورة الملك والشعب ؛ انه حزب وطني وليس كائنا انتخابيا…
الكاتب ألأول للاتحاد الاشتراكي ذ إدريس لشكر وفي للمبدأ والتاريخ ، وفي لروح ثورة الملك والشعب في التأسيس والتطور ؛ من هنا دعا جميع الاتحاديات والاتحاديين إلى الانخراط بقوة ، بصدق وفعالية في التحسيس والتوعية بمرجعية خطاب 20 غشت ، خطاب ذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب ؛ الخطاب الذي يروم الخروج من زمن زمن الوباء بمواطن مغربي سليم ومعافى…خطاب ملكي انساني بلغة الصراحة والوضوح ، بلغة الشجاعة والواقعية ، بلغة الحب للوطن وللشعب…
في كلمة افتتاحية للقاءات الحزبية بجهة الشرق يوم الجمعة 21 غشت 2020 ، سجل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ذ إدريس لشكر ، سجل الوضوح والصراحة في خطاب العرش حول الوضعية الحالية ، والتتمة التي جاءت في خطاب 20 غشت ؛ خطابان قويان يعتبران مخططا استعجاليا وبرنامجا وقائيا يستدعي من الجميع التعبئة والتحسيس بخطورة الوباء …
_ خطاب العرش _ 29 يوليوز 2020 _كان خطابا بنفس اجتماعي متقدم ، تعودناه من جلالته في خطبه كلها منذ اعتلائه العرش لكن خطاب هاته السنة وهو يأتي في زمن خاص من نوعه ، يسميه الكل ” زمن كورونا ” جعل لهذا النفس الاجتماعي معنى آخر ووزنا أكبر .
الاستفادة من الجائحة ومن دروسها ومن المحنة الصحية والوبائية والاجتماعيةو والمجتمعية التي يمر منها العالم بأسره وضمنه بلدنا ، تلك كانت هي النبرة الناظمة لخطاب العرش الذي تابعه المغاربة جميعا بكبير الاهتمام .
استفادة تعيد ترتيب أولوياتنا المغربية ، وتضع في اعتبارها الأساس أكثرنا هشاشة الذين لا يمكن أن نتركهم على قارعة الطريق وأن نمضي ، لأن هذا الأمر مستحيل ، وبلدنا سيسير بنا جميعا أو لن يسير .
المغرب ، وملك المغرب قرر له منذ البدء أن يسير بنا جميعا . وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها جلالة الملك عن الفئات الهشة وعما يجب أن تفعله لاخراجها من وضعيتها. لكن هاته المرة جلالته ذكرنا أن ما قاله في خطبه كلها أكدته الأيام ، وأكده أساسا الزمن الصعب المسمى ” زمن كورونا ” .
لذلك كان الرد واضحا على سؤال الهشاشة هذا من خلال رصد مبلغ مالي ضخم لمواجهتها ، ومن خلال وضع خطة لا تتجاوز مدتها السنوات الخمس لأجل أن ندخل جميعا – دون استثناء – نظاما اجتماعيا يغطي لحظات ضعفنا ، ويؤكد لنا أننا – جميعا – مرة أخرى أبناء وبنات هذا البلد وأنه لن يفرط فينا وأننا لن نفرط فيه .
كان خطابا متميزا مرة أخرى ، وكان خطابا بنفس اجتماعي متقدم ذكرنا جميعا بأن ما يمسنا يمس ملك البلاد ، وأن الشعور متبادل حتى الختام ….
_ خطاب 20 غشت خطاب الصراحة والصرامة الذي يروم إيقاظ الوعي في ضمائر المغاربة ، والتذكير كما يؤكد صاحب الجلالة ” واننا اليوم ، ونحن نخلد ذكرى ثورة الملك والشعب ، أكثر حاجة لاستحضار قيم التضحية والتضامن والوفاء ، التي ميزتها ، لتجاوز هذا الظرف الصعب .
واني واثق بأن المغاربة ، يستطيعون رفع هذا التحدي ، والسير على نهج أجدادهم ، في الالتزام بروح الوطنية الحقة ، وبواجبات المواطنة الإيجابية ، لما فيه خير شعبنا وبلادنا .”
ان خطاب جلالة الملك يشكل خارطة طريق للخروج من هذه الأزمة الصحية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية ، لكنه في حاجة ، ليس لمن يشيد به ، بل لمن يلتزم به وينزله إلى أرض الواقع فعلا وتنفيذا…
خطاب صريح وصارم ، جريء وشجاع ” ان خطابي لك اليوم ، لا يعني المؤاخذة او العتاب ؛ وإنما هي طريقة مباشرة للتعبير لك عن تخوفي ، من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات ، لا قدر الله ، والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل ، باثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية ” .
يقول جلالة الملك”إننا لم نكسب بعد المعركة ضد هذا الوباء، رغم الجهود . إنها فترة صعبة و غير مسبوقة بالنسبة للجميع.
صحيح أنه كان يضرب بنا المثل، في احترام التدابير الوقائية التي اتخذناها، وفي النتائج الحسنة التي حققناها، خلال فترة الحجر الصحي.
وهو ما جعلنا نعتز بما قمنا به، و خاصة من حيث انخفاض عدد الوفيات، و قلة نسبة المصابين، مقارنة بالعديد من الدول.
ولكن مع الأسف، لاحظنا مع رفع الحجر الصحي، أن عدد المصابين تضاعف بشكل غير منطقي، لأسباب عديدة.
فهناك من يدعي بأن هذا الوباء غير موجود؛ و هناك من يعتقد بأن رفع الحجر الصحي يعني انتهاء المرض؛ وهناك عدد من الناس يتعاملون مع الوضع، بنوع من التهاون والتراخي غير المقبول.
وهنا يجب التأكيد على أن هذا المرض موجود؛ و من يقول عكس ذلك، فهو لا يضر بنفسه فقط، و إنما يضر أيضا بعائلته وبالاخرين ” .
وتفاعلا مع الخطاب الملكي ، خطاب 20 غشت ، أكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي امام القيادات الحزبية بجهة الشرق ، بأن الاتحاد الاشتراكي كان سباقا في المشهد الحزبي الى الوعي بخطورة هذا الوباء ، وعندما كان الغير يتحدث عما يجب عمله بعد كورونا ” كنا نلح ونقول : فلنفلح أولا في مواجهة هذا الوباء !، وقلنا بأن القساوة التي نواجهها لربما ستطرح علينا اختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية قوية وصعبة . وقتها هناك من كان يزايد علينا ، ولم يطمئنا في البداية الا الإجراءات القوية والاحترازية التي أعلن عنها قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس ” .
يقول ذ إدريس لشكر ” على الشعب المغربي أن يعي بأن الأيام القادمة ستكون أياما صعبة وقاسية ، من هنا وجب علينا جميعا أن نتعبأ من أجل أن نجتازها بأقل ما يمكن من تكلفة …..لا يمكن أن نتوقع الا الأسوأ في ما هو ات من الأيام ، ولمواجهة الأسوأ لا بد أن نتعبأ جميعا وأن نعمل من أجل أن نحمي أنفسنا ، وفي حماية أنفسنا حماية لمحيطنا وحماية لوطننا ….”
نحن في حاجة الى الانتباه الى مخاطر ترك الحبل على الغارب ، وعلى الجميع ان يعي خطورة الوضع ويفهم صعوبة المرحلة وما تتطلبه من انضباط صارم يقي البلد من السقوط في ما لا تحمد عقباه…
نحن في حاجة الى الاقتناع الجماعي بالحاجة الى اعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع ، باعتبارها اضمن وأقوى تأثيرا على النفوس من أية قوة عارية قد تتصور أو يتصور أصحابها انهم قادرون على الحسم في كل الظروف…
ان التحرك الاستباقي للمغرب في تعامله مع الوباء كان صائبا ، بل هو نموذج أثنى عليه العديدون في أقطار المعمور ، غير أن كل هذا ليس مبررا لسبق الأمور . فالنصر لن يكون سوى بالتحكم التام والشامل والنهائي في الفيروس والقضاء عليه .
المشكل لم ينته بعد ، والوباء ما يزال يتربص بالبلد والناس يجب أن تلزم الحذر في أقصى درجاته …
ستكون أياما حاسمة في مواجهتنا لوباء كورونا ، وستكون أياما محددة لتوجه هذا الفيروس في بلادنا ؛ اما انحسار كامل ان شاء الله لأننا اقتنعنا بضرورة احترام كل التعليمات الصادرة الينا ، واما لا قدر الله انتشار يتسبب لنا في كارثة صحية اذا ما واصل بعضنا الاستهتار بما لا استهتار به .
جلنا متأكد ان الأيام الحاسمة ، الصعبة ، الأكثر حساسية هي التي نحياها الان….
هل نؤدي الان ثمن التهور؟ هذا أكيد ، لكن الوقت لم يفت…
لم يعد هناك من حل سوى الالتزام بقانون الطوارئ الصحية بالصرامة المطلوبة لأن بلادنا لا يمكن أن تتحمل وضعا اخر أكبر مما وصلنا اليه اليوم في مواجهة كورونا . الوضع لا يقبل أية مغامرة . قد يكون الوقت لم يفت بعد ، لكن المشكلة في الزمن أنه لا ينتظر أحدا فهو يسير بسرعته المعهودة ولا ينتظر المتخلفين .
حقيقة لا نفهم من يحاولون تمثيل دور من لا يروا الخطر المحدق بنا جميعا ، ويواصلون الاستهزاء …
نحن في حاجة إلى الوعي بخطورة هؤلاء ومخاطر ما يدفعون اليه …
هؤلاء لن يضروا أنفسهم فقط ، هؤلاء يهددون ابناءهم واخوانهم وأخواتهم ووالديهم . هؤلاء يهددون المجتمع ككل، فلنحذر من خطرهم ، أكثر من أي وقت مضى .
نداؤنا إليهم ، بل استعطافنا لهم ، أن انتحروا اذا أردتم ذلك ولم ترغبوا في سماع كل ما يقال لكم ، انتحروا لوحدكم ، ضحوا بأنفسكم اذا راق لكم ذلك لكن بعيدا عن الأبرياء الاخرين الذين لا يريدون الالقاء بأنفسهم الى التهلكة .
هذا النداء وهذا الاستعطاف صادر عن أغلبية شعبنا التي فهمت واستوعبت أهمية ما تقوم به الدولة حماية للناس وصحتهم وأرواحهم . وهاته الأغلبية ترفض أن تجرها حماقات أقلية قليلة لا تريد الصبر أياما معدودات وتفضل أن تجرنا جميعا معها الى الخراب .
لا بد من الاقرار بأن هناك أشياء مقلقة في مواجهة الوباء اللعين على المستوى العلمي ، وعلى مستوى التكفل بالمصابين ، وفي اكتشاف الحالات ، وفي عدد التحليلات ، التي يمكن اجراؤها يوميا ، وما الى ذلك من طاقة استيعابية ومن مستلزمات وامكانيات مادية ولوجستيكية وبشرية . انها جملة من المشاكل المرتبطة بالمنظومة الصحية ببلادنا والتي يعرفها الجميع .
يبقى الخلاص الوحيد والأوحد هو التقيد بشروط الوقاية والنظافة وارتداء الكمامات …
لم يعد الوقت يقبل الأخطاء والهفوات . يمكن أن نتغلب على كورونا ، هذا أكيد ، لكن الأمر يتطلب حذرا كبيرا جدا واحتياطات في مستوى وحجم المشكلة ، واليوم اكثر من أي وقت مضى ….
ان الصراع ضد وباء كورونا يجب أن يكون بكل جدية الكون ، لأن المسألة لا تتقبل مزاحا ، بل هي فعلا وليس قولا فقط مسألة حياة أو موت .
نعرف أن المغاربة يؤمنون بالحياة وسينتصرون لها ، وسيفعلون المستحيل لأجل الحرص عليها ، ونعرف أن في عز حربهم هاته على هذا الوباء الفتاك سيتذكرون جيدا كل المبادرات الكريمة التي تذكرهم بأن الانتماء المغربي مسبق على ما عداه ، وأنه يأتي في مقدمة كل الأشياء .
خاطب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الحضور ومن خلالهم كل الاتحاديات والاتحاديين ” وقد رأيتم الإشارة القوية التي جاءت في خطاب جلالة الملك في العلاقة مع هذا الوباء بين المواطنة والتخوين “، وهذا وقوف واعي عند ما جاء في خطاب 20 غشت ؛
يقول جلالة الملك “بل إن الأمر هنا، يتعلق بسلوك غير وطني و لاتضامني. لأن الوطنية تقتضي أولا، الحرص على صحة وسلامة الآخرين؛ ولأن التضامن لا يعني الدعم المادي فقط، وإنما هو قبل كل شيء، الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس.
كما أن هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة، التي تمكنت و الحمد لله، من دعم العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها.
إلا أن هذا الدعم لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل و إمكانات .”
لنقلها بكل صراحة : جزء من المعركة التي نخسرها هاته الأيام ضد كورونا سببها حديث أناس لا يفهمون ولا يعلمون عن أمور لا يفهمونها ولا يعلمون عنها شيئا .
بسبب هذه الجرأة الجاهلة والتطاول غير العالم على موضوع طبي وعلمي ها نحن اليوم نعود الى نقطة الصفر لكأننا لم نقم بشيء ، وها نحن نجد أنفسنا أمام تهديد العودة إلى حجر قاس وقوي مثل ذلك الذي عشناه منذ أشهر خلت…
رأينا علامات كثيرة على استهتار الناس بخطورة المرض ، ورأينا تخبطا في التواصل الحكومي كاد يقنع الناس بأن المرض لم يعد له وجود في بلادنا ، دون بقية بلدان العالم التي لا زالت تعبر عن خشيتها من الأسوأ .
لذلك تكاثرت علامات التصرفات الطائشة ، ومع تكاثرها تكاثرت حالات الاصابات ، والأسوأ تكاثرت حالات الوفيات اليومية بشكل خطير ومقلق ومزعج ولا يتقبل صمتا أكثر .
الذين كانوا يقولون لنا ان كورونا لا وجود له يكتشفون مع سقوط هذا العدد الرهيب من الاصابات والوفيات أن جهلهم هو الذي دفعهم إلى ارتكاب أقوال مثل هاته ، ويتأكدون بأن القادم لن يكون الا أصعب …
ويجدر التذكير اليوم بأن في اعتناقنا للتصرفات الصحية السليمة ، والبسيطة ، والعادية فرصة إضافية اخرى لنا لكي ننجو ببلادنا وبأنفسنا وأسرنا من تداعيات أمور لا قبل لنا بها على الاطلاق ….
نتمنى ألا يكون قد فات الأوان فعلا ، ونتمنى أن يتحرك الذكاء المغربي الراغب في البقاء سليما معافى على قيد الحياة لكي يساعد بلدنا على اجتياز هذا المنعرج الخطير بسلام ، او على الأقل بأقل الأضرار الممكنة…
الاتحاد الاشتراكي في قلب المعركة , والاتحاديات والاتحاديون منخرطون قولا وفعلا في التصدي لوباء كورونا ….
” نفرق بين المبدأ والأداة
1_ في التقرير السياسي أمام المجلس الوطني 19_ 12_ 2020 ، يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر (…. الاتحاد الاشتراكي لا يمكن أن يزايد عليه أحد في الدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس ….
…قرن الشهيد عمر بنجلون برؤية استشرافية بين توازي خط النضال الديمقراطي وطنيا، مع خط تحرير الأوطان والشعوب، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر مقولته الملهمة: القضية الفلسطينية قضية وطنية، بمعنى أن كل تقدم في إنجاز المهام الوطنية المتمثلة في استكمال الوحدة الترابية، ودمقرطة الدولة والمجتمع، والتصنيع والتنمية، يصب حتما في مجرى تحرير فلسطين، وبهذه الروح تحدث جلالة الملك حين خاطب رئيس السلطة الفلسطينية أن المغرب يضع قضاياه الوطنية في نفس مرتبة القضية الفلسطينية، وللذكرى فالاتحاد الاشتراكي باعتباره المساهم الأكبر في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إلى جانب القوى الوطنية التي كانت في زمن الجمر والرصاص، التعبير الوحيد الذي تصرف من خلاله الأحزاب والنقابات والجمعيات مواقفها وأشكالها النضالية دعما لكفاح الفلسطينيين، في وقت كان من يتزايدون علينا اليوم يرسلون الشباب للموت في لأفغانستان بتنسيق مع المخابرات الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفياتي.
ولذلك حين نساند الخطوات التي اتخذها جلالة الملك، فانطلاقا من هذه الروح، في عالم تغيرت معطياته وفاعلوه وخرائطه، وبالتالي فنحن نفرق بين المبدأ والأداة، فالمبدأ ثابت وهو دعم الفلسطينيين دون قيود من حقهم في الدولة المستقلة، وحين نقول دون شروط، فيعني أننا لن نلتفت لبعض الأصوات الفلسطينية القليلة التي أنتجت تصريحات مسيئة لبلدنا وقضية وحدتنا الترابية، فنحن لا نقايض دعمنا للقضية الفلسطينية العادلة بأي مقابل، هذه اختياراتنا التي لا نمن بها على أحد، وإذا كانت هذه الثوابت ستضل هادية لطريقنا حتى يحصل للشعب الفلسطيني على حقوقه العادلة والمشروعة، فإن الأداة تتغير بتغير الظروف…
…تقتضي المصلحة الإستراتيجية لبلدنا وللفلسطينيين أن يظل المغرب هو الوسيط الأول، لأنه الأكثر مصداقية، ويكفي إخواننا الفلسطينيين أن يقارنوا بين ادوار المغرب في الأزمة الليبية وأدوار باقي الأطراف، لكي يستنتجوا مصلحة فلسطين في استئناف المغرب لأدواره في البحث عن حلول سلمية، تجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحروب والحصار، وتيسر له سبل فرض الدولة الفلسطينية المستقلة .)
ان مناصرتنا للقضية الفلسطينية تقتضي البحث عن حل اني يتطور ويتقدم في الزمن ويراكم مكاسب شيئا فشيئا .
أما الاكتفاء بالعويل ورفع الشعارات والتحاف الكوفية ، فهذا ما يندرج فعلا في إطار : الظاهرة الصوتية التي نحمل ، بدون فخر ، شهرتها .
قد نختلف حول تدبير القضية ، لكن بما فيه الخير للوطن وللقضية الفلسطينية بدون مزايدة ، لكن في النهاية فضح القرار المغربي أصحاب الأقنعة الذين لا يهمهم الوطن بل فقط الانتماء للجماعة !!!
2_على سبيل التذكير
الحرب والسلم هي أيام تتداول بين الناس والدول التي تعي مصلحتها جيدا هي التي تتعامل بمبدأ لكل مقام مقال .
للحرب ظروفها وللسلم شروط وبينهما تسيل الكثير من السياسة …والسياسة براغماتية بطبعها ، وهي ليست متحجرة لأن غايتها تحقيق المصلحة . والمصلحة هي ما ينفع الأوطان بعيدا عن الشعارات الفارغة والتهييج الذي لا يستفيد منه الا المؤلفة قلوبهم .
في 1948 استشهد 10 مغاربة دفاعا عن القضية الفلسطينية .
وفي حرب أكتوبر 1973 ، أرسل المغرب تجريدة عسكرية إلى الجولان مكونة من لواء المشاة ولواء المدرعات . وبعد ذلك انضم عديد من المغاربة الى قوى الثورة الفلسطينية في لبنان واستشهد عدد منهم .
وعندما تطلب الأمر تغيير الوسيلة دعما للقضية الفلسطينية ، فتح المغرب بابه لكل الأطراف بحثا عن حل لقضية عمرت طويلا دون أن تنصف أصحابها ، وفي هذا الإطار زار شيمون بيريز المغرب سنة 1986 .
الملك محمد السادس يترأس لجنة القدس التي تقوم بمجهودات كبيرة ، باعتراف الفلسطينيين حفاظا على مكانة القدس .
وفي اسرائيل يعيش مليون يهودي من أصول مغربية ، والدستور المغربي ينص على الرافد العبري كمكون من مكونات الثقافة المغربية .
في 1994 تم فتح مكتب الاتصال الاسرائيلي بالمغرب ، وهو جهاز أقل كثيرا من التمثيلية الدبلوماسية ، ودوره يتجلى في تسيير سبل التعاون وتدبير العلاقات الثنائية .
خلال هذه الفترة تنامت المبادلات التجارية بين البلدين وارتفع عدد السياح الإسرائيليين ، ومعظمهم من اليهود الذين يهيمون في بلدهم الأصلي الذي شب وشاب فيه أجدادهم واباؤهم .
في أكتوبر 2000 أغلق المغرب مكتب الاتصال الاسرائيلي ، احتجاجا على وقف اسرائيل عملية السلام ، وأيضا استنكارا للتعامل الاسرائيلي العنيف مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية .
اليوم يؤكد الملك لترامب ولمحمود عباس أن الموقف من القضية الفلسطينية ثابت ومصلحتها الان تقتضي الدفاع عن حل الدولتين لانهاء الظلم اليومي الذي يعيش في كنفه الشعب الفلسطيني .
المغرب لن يؤسس علاقات جديدة مع اسرائيل ، بل سيستأنفها وفق معطيات وشروط جديدة ووفق معطيات وشروط جديدة ووفق واقع جديد يخدم مصلحة الوطن أولا ثم مصلحة القضية الفلسطينية .
3_ سقوط الأقنعة
الموقف المغربي من قضية السلام في الشرق الأوسط أسقط الكثير من الأقنعة عن المؤلفة قلوبهم .
ففي الوقت الذي لقي فيه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ترحيبا كبيرا في الداخل والخارج ، وفي الوقت الذي تميز فيه الموقف المغربي ، الذي طرحه جلالة الملك بخصوص السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والتقارب المغربي الاسرائيلي ، عن باقي المواقف المطروحة على الساحة الدولية ، خرجت أصوات المتأسلمين وتجار الدين لتصرخ ملء فيها دفاعا عن تجارتها التي أصابها البوار .
الموقف المغربي كان واضحا من البداية ، بل أكثر من ذلك الملك محمد السادس أكد بصريح العبارة خلال مكالمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة المغربية من القضية الفلسطينية ، وأن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام ، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول الى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع . وحماية الطابع الاسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى ، تماشيا مع نداء القدس ، الذي وقعه جلالة الملك أمير المؤمنين ، وقداسة البابا ، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها قداسته للرباط في 30 مارس 2019 .
وانطلاقا من دور جلالته بصفته رئيسا للجنة القدس ، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي ، فقد شدد على على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس ، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث .
لكن الظواهر الصوتية التي تعتاش من القضية وتعتبرها أصلا تجاريا ، عوض أن تناصر الموقف المغربي العقلاني الذي أكد عليه ملك البلاد ، راحت تدغدغ المشاعر التي يكنها المغاربة للشعب الفلسطيني والذي ناصره جميع المغاربة على امتداد السنوات الماضية .
من حقنا كمغاربة ، من حقنا كاتحاديين ، أن نفتخر بملكنا
في التقرير السياسي أمام المجلس الوطني 19 _12 2020 ، يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر ” …نحيي باجلال واكبار المبادرات الملكية لخدمة المصالح الوطنية العليا ، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية التي ستعرف تحولا استراتيجيا مهما يكرس وجاهة وحكمة المقترح المغربي …”
وبيان المجلس الوطني” يثمن تثمينا عاليا ، النجاح الباهر لبلادنا في تحقيق خطوة تاريخية وتحول استراتيجي في قضيتنا المصيرية الأولى بقيادة حازمة وحكيمة وشجاعة لجلالة الملك ، الذي سيسجل له التاريخ والكيان الجماعي للمغاربة ، تحقيقه لمنعطف ايجابي تكمن رمزيته وقوته الجيوستراتيجية في نقل القضية الوطنية إلى مستوى يتماشى مع ما يطمح إليه المغاربة ، وذلك باعتراف القوة الدولية الأولى بسيادتنا الوطنية على أقاليمنا الجنوبية ” نواصل في المغرب الاحتفاء عن حق وعن جدارة بانتصاراتنا الدبلوماسية المتتالية ، ونواصل الإيمان بأن للمغرب مكانة حقيقية بين الدول نعيد اكتشافها اليوم بالنسبة لمن نسي ، ونعيد الاقتناع بها اليوم بالنسبة لمن كان دوما وأبدا مؤمنا بها ، ونقدمها اكتشافا جديدا لمن كان في قلبه بعض من شك أو مرض أو حقد أو شيء من هذا القبيل أو خليط من كل هذا ؟
لماذا يحق لنا أن نفرح بانتصارات بلادنا على الأعداء ؟ ولماذا يحق لنا ألا نسمي هاته الاحتفالات بأنها مبالغ فيها أو متصابية أو ما شئت من هراء بعض القوم سامحهم الله ، الذين يريدون قول بعض الأشياء ويعجزون عن ذلك فيلجؤون للتفذلك والتعالم اللغويين لكي لا يقولوا في نهاية المطاف أي شيء ؟
يحق لنا الفخر لأن ما وقع هو نتاج سنوات من العمل الديبلوماسي الحكيم . ويحق لنا الفخر لأن الذي تحقق لم يأت بين يوم وليلة مثلما يريد البعض ان يتخيل ، بل هو ثمرة مسار طويل من الحكمة ومن التعقل ومن الخطوات التي وجب الافتخار _ بصدق ودون أي مجاملة أو نفاق _ وضعت المغرب اليوم على سكة بدء قطف الثمار والنتائج ، وجعلته يتميز عمن يعادون مصالحه بأنه بلد العقل والتحكم في الأعصاب وتقديم الدروس السياسية للهواة من المرتجلين الذين تقودهم فقط الرغبة في البقاء في مناصبهم ولو على حساب شعوبهم ومصالح شعوبهم ، مثل حال الجارة ، ومثل حال بلدان أخرى تعادي المغرب دون أن يعاديها ، وتشتغل ليل نهار لأجل ضرب مصالحه ، فيما المغرب يشتغل ليل نهار لأجل مصالح أبنائه .
نعم يحق لنا الفخر ويحق لكل ابن أصلي للمغرب ولكل ابنة أصلية للمغرب ألا يعكر علينا أي كان هذا الفخر وهذا الفرح ، وألا يشغلنا بالقضايا الأخرى على الأقل الان ، لأننا مشغولون ومنشغلون ، بقضيتنا الأولى والأهم والأكثر حيوية بالنسبة لنا ، قضية وحدتنا الترابية التي تشغل منا كل المسام ، والتي نعيش عيدها الصحراوي الجميل هاته الأيام ….
وحد المغاربة صفوفهم في لحظة وطنية جعلتهم يرتقون فوق خلافاتهم ويتجاوزون سوء الفهم في تدبير كورونا والانتخابات …
في كل مرة يثار نزاع الصحراء يجعله المغاربة أوليتهم ولو كانت قضاياهم الأخرى ضاغطة عليهم …
شكرا جلالة الملك…شكرا أمير المؤمنين …شكرا القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية…تحية للشجعان …تحية للقوات المسلحة الملكية …تحية للشعب المغربي الوطني …ثورة الملك والشعب مستمرة ومتجددة وروح المسيرة الخضراء متواصلة…الصحراء مغربية…
شكرا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي انصتت لصوت العقل والحكمة …انصفتنا بحكم التاريخ والجغرافيا…شكرا لها …اعترفت عن حق بمغربية صحرائنا …فتحت قنصلياتها بأرض صحرائنا الحبيبة …تحية للدول العربية والافريقية التي وقفت سدا في وجه الانفصاليين والقراصنة…تحية للكبار …تحية للولايات المتحدة الأمريكية…
الوطن أولا وأولا وأولا…
عاش المغرب …
عاشت الصحراء المغربية….