يعدّ مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بسلا واحداً من أقدم وأبرز المراكز المتخصصة في المغرب. فمنذ عقود، شكّل هذا المرفق الصحي عنواناً للتميّز في استقبال وعلاج المرضى النفسيين وضحايا الإدمان، مقدماً خدمات تراعي الجوانب الطبية والإنسانية على حد سواء.
ورغم محدودية الموارد وعدد الأسرة، استطاع المستشفى أن يرسّخ مكانته على الصعيدين الوطني والجهوي، بفضل أطقم طبية وتمريضية تشتغل بروح مهنية عالية وتُقدّم رعاية متكاملة دون تمييز بين المرضى. شهادات المستفيدين وأسرهم تُجمع على جودة الخدمات وحسن المعاملة التي تُراعي كرامة المريض وتوفّر له دعماً إنسانياً موازياً للعلاج الطبي.
وخلال الأشهر الأخيرة، شهد المستشفى انتقالاً في القيادة مع تعيين البروفسور عبد الرزاق وناس مديراً جديداً. وناس، الذي راكم تجربة طويلة كنائب للمدير إلى جانب البروفسور جلال التوفيق، يُنظر إليه باعتباره الأقدر على ضمان الاستمرارية ودفع المؤسسة نحو مزيد من التطوير. العاملون بالمرفق يصفونه بالكفاءة والانفتاح على الجميع، فيما يعتبره المرضى وأسرهم ضمانة للحفاظ على المستوى المتميز للخدمات.
هذه التجربة الناجحة تثير في المقابل تساؤلات حول الحاجة إلى توسيع مثل هذه النماذج إلى مدن أخرى، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مؤسسات مماثلة للطب النفسي وعلاج الإدمان. فنجاح الرازي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تراكم جهود أطباء وإداريين وممرضين، ما يجعل من المستشفى اليوم مدرسة في الطب النفسي وإدارة الموارد المحدودة بكفاءة، ونموذجاً يُؤكّد أن الرعاية النفسية جزء أساسي من استقرار المجتمع.