هاشتاغ
في تحرك احتجاجي جديد يعيد مشهد “مسيرة الأقدام” التي قادتها ساكنة آيت بوكماز، خرجت ساكنة دواوير “تكين”، “توفنرار”، و”الموضع” التابعة لجماعة أكودي نلخير بإقليم أزيلال، في مسيرة سلمية مشياً على الأقدام صوب مقر عمالة الإقليم، للتعبير عن غضبهم إزاء استمرار التهميش والعزلة التي تعاني منها المنطقة، بسبب تعثر أشغال مشروع طرقي حيوي.
ويتمحور المطلب الأساسي للمحتجين حول استكمال الطريق الرابطة بين جماعتي أكودي نلخير وأيت مازيغ، التي توقفت فيها الأشغال منذ أكثر من 18 شهراً، رغم أن ما تبقى من هذا المشروع لا يتعدى سبعة كيلومترات فقط. وقد حمّل المشاركون في المسيرة المسؤولية لمقاولات مكلفة بإنجاز المشروع، متهمين إياها بعدم احترام التزاماتها بسبب ما وصفوه بـ”تأخر صرف المستحقات المالية من الجهات المعنية”.
وأكد السكان أن غياب الطريق يجعل فصل الشتاء كابوساً حقيقياً، حيث تنقطع المسالك الجبلية بشكل شبه كامل، ويتعذر الوصول إلى المدارس أو المراكز الصحية، ما يهدد مستقبل التلاميذ ويعرض حياة المرضى للخطر، في غياب سيارات إسعاف قادرة على ولوج المنطقة.
كما شدد المحتجون على أن هذه المسيرة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي امتداداً لما يزيد عن عشر مسيرات سلمية تم تنظيمها منذ سنة 2004، دون أن تثمر عن حلول ملموسة. واعتبروا أن كل الوعود التي قدمت لهم طيلة السنوات الماضية ظلت مجرد تصريحات عابرة، ما زاد من فقدان الثقة في الجهات الوصية.
وفي تطور لافت، أفادت مصادر محلية أن عامل إقليم أزيلال بادر إلى التفاعل مع هذه الاحتجاجات الميدانية، حيث انتقل شخصياً إلى المنطقة وتفقد موقع توقف الأشغال، كما استمع إلى شكاوى ومطالب عدد من السكان الذين شاركوا في المسيرة، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً إيجابياً نحو تسريع وتيرة الحل.
وتعكس هذه المسيرات الشعبية المتتالية في إقليم أزيلال حجم الغضب الاجتماعي المتراكم في مناطق الهامش، وتجدد الدعوة إلى ضرورة بلورة تدخلات استعجالية من أجل تحسين البنية التحتية وتوفير شروط العيش الكريم، بما يضمن إنصاف الساكنة الجبلية ورفع التفاوت المجالي.