مسيرة “الكرامة” تُحرج خطاب أخنوش.. والواقع الاجتماعي يكذب ادعاءات الحكومة الاسبوعية

محمد . ط/ ازيلال
في الوقت الذي يصرّ فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على تكرار خطاب رسمي متفائل يُروّج لوضع اقتصادي ممتاز وتحسن في مؤشرات التشغيل والتنمية، جاءت المسيرة الاحتجاجية التي نظمها العشرات من سكان دواوير جماعة تبانت بمنطقة آيت بوكماز، لتكشف هشاشة الواقع الاجتماعي، وتُحرج رواية الحكومة أمام الرأي العام.

فقد سار المحتجون كيلومترات طويلة في “طريق المعاناة نحو الكرامة”، متحدّين التضاريس الجبلية وحرارة الشمس، رافعين شعارات تطالب بفك العزلة وتحقيق العدالة المجالية، خصوصاً على مستوى البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. المسيرة، التي انطلقت يوم الأربعاء في اتجاه ولاية جهة بني ملال خنيفرة، جاءت احتجاجًا على “الإقصاء والتهميش” الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات.

في مقدمة المطالب، إصلاح الطريق الرابطة بين مركز تبانت ودواوير آيت بوكماز، التي يعتبرها السكان “شريان الحياة”، لكنها لا تزال في حالة مزرية تُعطل تنقل المرضى والتلاميذ، وتُعمّق عزلة الساكنة. كما شملت المطالب تسهيل رخص البناء، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وإعادة إطلاق مشاريع متوقفة.

رغم مراسلات سابقة ولقاءات مع المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم رئيس جماعة تبانت، لم تُسفر أي من هذه المبادرات عن نتائج ملموسة، ما دفع السكان إلى التصعيد. هذه الخطوة التصعيدية تزامنت بشكل محرج مع تصريحات رئيس الحكومة الذي دافع أمام البرلمان عن “جودة الوضع الاقتصادي” و”إنجازات الحكومة” في مجالات متعددة، في مشهد بات يتكرر فيه التناقض الصارخ بين الواقع الميداني وخطاب الرباط.

التحرك الاحتجاجي لاقى صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من الفاعلين الجمعويين والنشطاء عن تضامنهم مع الساكنة، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات الجهوية والمركزية. وبالرغم من كون آيت بوكماز منطقة ذات مؤهلات سياحية وثقافية كبيرة، فإن غياب رؤية تنموية عادلة يُبقيها خارج اهتمام الدولة.

المفارقة اليوم أن “الاقتصاد الممتاز” الذي تتغنى به الحكومة لم يصل إلى دواوير آيت بوكماز، حيث لا تزال الكرامة تُطلب سيرًا على الأقدام في مسيرات الألم.