معارك خاضها المسلمون في رمضان.. فتح الأندلس!

عندما أتم المسلمون فتح بلاد المغرب على يد موسى بن نصير، توجهت أنظارهم نحو شبه جزيرة أيبيريا، التي تمثل المدخل الجنوبي لأوروبا، وستعرف فيما بعد باسم «الأندلس»، وعندما استشار ابن نصير الخليفة الأموي في دمشق الوليد بن عبد الملك، أمره بإرسال سرية صغيرة إلى بلاد الأندلس لاختبار الأوضاع قبل إرسال جيش المسلمين. واستطاعت تلك السرية أن تحقق مجموعة من الانتصارات، شجعت موسى بن نصير على إرسال قوة حقيقية لغزو الأندلس، تحت قيادة طارق بن زياد.

وفي الخامس من رجب عام 92 هجريًا، عبر طارق بن زياد وجنوده، الذين كان أغلبهم من الأمازيغ، مضيق جبل طارق، إذ تجمع جيش المسلمون عند الجبل، وهناك قاموا بتحصين المكان تحصينًا شديدًا حتى يحتموا به إذا ساءت الأمور، ومن هنا بدأوا رحلتهم في فتح بلاد الأندلس، عن طريق الاستيلاء على المناطق الخضراء القريبة من جبل طارق، حتى وقعت منطقة الجبل بأكملها في يد المسلمين.

عندما وصلت أخبار تقدم جيش المسلمين إلى آخر ملوك قرطبة، الملك رودريك، قام بتكوين جيش قوامه 100 ألف جندي قوطي لمواجهة جيش المسلمين، وهي المعركة التي لم تكن متوازنة من الناحية العددية للجيشين؛ مما استدعى طارق بن زياد لأن يرسل إلى موسى بن نصير من أجل الإمدادات، فأرسل إليه 5 آلاف جندي، فأصبح قوام جيشه 12 ألف جندي.

وفي 28 رمضان من عام 92 هجريًا، دارت رحى معركة قاسية بين جيش المسلمين والجنود القوطيين، قاتل فيها المسلمون ببسالة حتى هُزم جيش الملك رودريك الذي فرَّ هاربًا بعد المعركة، لتصبح الأندلس مفتوحة أمام المسلمين، وكانت البداية لحكم استمر 800 عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *