Hashtag
مع بداية الموسم الجامعي الجديد 2025-2026، تتجدد معاناة آلاف الطلبة المغاربة الذين يواجهون ظروفًا دراسية ومعيشية صعبة، تكشف عمق التحديات التي ما تزال تعترض طريق التعليم العالي رغم الجهود المبذولة لإصلاحه وتجويده.
ففي العديد من المدن الجامعية، وعلى رأسها تطوان، وجدة، مكناس، ومراكش، يشتكي الطلبة من نقص حاد في البنيات التحتية، حيث تعاني الإقامات الجامعية من الاكتظاظ وضعف الخدمات، فيما يضطر عدد كبير من الطلبة إلى قطع مسافات طويلة يوميًا بسبب غياب النقل الجامعي الكافي أو ارتفاع تكلفته.
ويؤكد الطلبة أيضًا أن محدودية التخصصات داخل الجامعات الجهوية تفرض عليهم التنقل إلى مدن أخرى لمتابعة دراساتهم العليا، ما يثقل كاهل الأسر المغربية مادياً، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف السكن والمعيشة.
كما يشكو العديد من الطلبة من ضعف الدعم الاجتماعي والمنح الدراسية التي لا تغطي الحد الأدنى من المصاريف اليومية، في حين تبقى آفاق التشغيل بعد التخرج محدودة، مما يزيد من الإحباط وفقدان الثقة في جدوى المسار الجامعي.
وفي هذا السياق، دعا عدد من البرلمانيين وممثلي الطلبة إلى ضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لتأهيل الجامعات وتوسيع طاقتها الاستيعابية، إلى جانب مراجعة سياسة المنح والنقل والإيواء بما يضمن العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين الطلبة في مختلف الجهات.
كما شدد الفاعلون التربويون على أهمية الاستثمار في البحث العلمي وتحديث مناهج التكوين لتتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، معتبرين أن النهوض بالجامعة المغربية يظل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وإعداد الكفاءات الوطنية للمستقبل.
ويؤكد متتبعون أن تجاوز هذه المعيقات يتطلب إصلاحًا هيكليًا حقيقيًا يربط بين السياسات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، ويضع الطالب في قلب العملية الإصلاحية بوصفه محور التنمية وركيزتها الأولى.
وبين الخطط الحكومية والآمال المعلقة، يبقى الواقع اليومي للطلبة شاهدًا على معاناة صامتة تحتاج إلى حلول عملية عاجلة، تضمن لهم متابعة دراستهم في ظروف تحفظ كرامتهم وتفتح أمامهم آفاق الأمل والمستقبل.