مغربي يصدر أول دليل عربي وافريقي مفصل للنيازك

بعد صدور كتابه الأول « النيازك.. الدليل المصغر » في يناير/كانون الثاني 2019، والذي اعتبر أول دليل بالعالم العربي وأفريقيا عن النيازك، صدر مؤخرا للدكتور عبد الرحمن إبهي، الأستاذ الباحث في كلية العلوم بجامعة ابن زهر بأغادير المغربية، مؤلف جديد يحمل عنوان « المرشد في النيازك ».

ويعد هذا الكتاب مرشدا علميا عن النيازك في العالم العربي وأفريقيا، وهو يتناول أكثر من مئة نوع من النيازك المعروفة، ويهدف لنشر ثقافة علمية حول النيازك من خلال معرفة خصائصها وأصنافها ومصادرها، مستخدما أكثر من 70 صورة ملونة توضيحية.

متحف النيازك ودليله

يشتهر المغرب بتساقط النيازك على أراضيه بين الحين والآخر، خاصة في المناطق الجنوبية التي تحظى باهتمام الكثير من الباحثين والخبراء في علم النيازك داخل المغرب وخارجه.

كما أصبحت محط أنظار العديد من الهواة والسماسرة المهتمين بجمع هذه الأحجار الثمينة المتساقطة من السماء على المناطق الجنوبية القاحلة لبيعها للمتاحف العالمية.

ويتصدر المغرب الدول التي تُسَوق النيازك إلى العالم، وتصاعد الاهتمام بهذا الموضوع في السنوات الأخيرة، وتم تهريب عدد كبير من النيازك الثمينة إلى خارج المغرب، حتى أصبحت المتاحف العالمية تمتلئ بـ « النيازك المغربية »، وهو ما يمثل خسارة لهذا التراث الجيولوجي الذي لا يقل أهمية عن التراث الإنساني.

ومن أجل الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النيازك المغربية، اجتهد الباحثون المغاربة المتخصصون في علوم البلورات والنيازك لإنشاء المتحف الجامعي الأول للنيازك بجامعة ابن زهر الحكومية في أغادير في فبراير/شباط 2016.

وحسب حوار أجرته  »الجزيرة نت » مع رئيس ومؤسس متحف النيازك ومؤلف الكتابين الدكتور عبد الرحمن إبهي عبر البريد الإلكتروني و وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول إيهي: استدعى إنشاء المتحف الجامعي في جامعة ابن زهر إصدار كتيب « النيازك الدليل المصغر »، وقد جاء هذا الدليل للتعريف بالنيازك التي تتساقط في المغرب والتي توجد أغلبها بالمتحف الجامعي، وهو بالأصح عبارة عن فهرسة لمحتويات المتحف.

وأضاف « في هذا الدليل قدمنا تعريفات بسيطة بماهية النيازك من خلال الصور والرسومات الإيضاحية، فلكل نيزك صورة مع التعريف به وبمصادره وخصائصه واسمه العلمي ».

المرشد في النيازك

يشير إبهي إلى أنه « بعد افتتاح متحف النيازك في العام 2016 وإصدار الدليل المصغر عام 2019، تلقينا عدة تساؤلات من الزوار، من باحثين وهواة ورحالة، وبالتالي كان لا بد من التوسع في المعلومات التي تتجاوز الفهرسة التي توجد في الدليل، وإضافة مستجدات البحث والعثور على النيازك ونتائج تحليلاتها وفقا لأحدت الأجهزة التحليلية التي تتوفر في أميركا وفرنسا وإيطاليا ».

ويضيف « حاولنا في المرشد أن نقدم تفسيرات دقيقة لمحتويات كل نيزك، وتفاعلاته مع المواد والتحاليل المختبرية، وإلى ماذا تؤدي ».

ويوضح إبهي « يجب أن نشير هنا إلى أن كثيرا من الزوار كانوا يحضرون لنا أحجارا أرضية معتقدين أنها نيازك وقد كان ذلك دافعا لنا لتأليف الكتاب الثاني وهو المرشد، والذي استهدف أيضا مساعدة الباحثين عن النيازك في الصحاري على البحث الدقيق عنها، بما يوفر الوقت والجهد ».

وحول أهمية الكتاب عربيا ومغربيا، يقول إبهي « لدينا في العالم العربي مشكلة تتعلق بافتقاره إلى علماء وباحثين متخصصين في علم النيازك على عكس توفر الباحثين في مجالات علم الفلك الأخرى ».

ويضيف « وبالتالي فهناك افتقار في البلدان العربية للمتاحف والمختبرات لتجميع وتحليل النيازك أو ما يسقط من السماء في أراضيها وصحاريها، وهذا يعني انعدام الإصدارات من مؤلفات وأدلة حول النيازك، وكتابنا هذا يغطي الفراغ الذي تفتقر له المكتبة العربية في الإصدارات المتخصصة في علوم النيازك من مختلف مصادرها السماوية ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *