مكانة المرأة عند الطوارق تتجاوز الرجل أحيانًا

هاشتاغ عن ساسة بوست

بلحافها الأسود وغطاء رأسها الأبيض، تمشي المرأة الطارقية مُخفيةً وراء نظراتها عزيمة وتحديًا للظروف الطبيعية القاسية، جعلت منها امرأة حديدية، يُضرب بها مثل الصبر والقوة؛ والتمسك بالبساطة وسطة بيئة مجحفة، غير أنّ تلك المعيقات لم تكن سوى حوافز للمرأة الطارقية لرسم صورةٍ أقرب نفوذًا إلى الرجل.

فالمرأة عند الطوارق يمكن اعتبارها ملكة، حسب محمد أغ علي في حديثه مع «ساسة بوست» عن المرأة التارقية مضيفًا «المرأة عندنا هي العمود الأساسي للطوارق، حيث تحظى بمكانة عالية جدًا تجعلها ملكة، فالمرأة التارقية عندما تطلق يقام لها عرس كبير من طرف أهلها للسماح للخطاب بالتقدم لها من جديد، كما أنها هي التي تقوم بصناعة الخيمة وتركيبها باستعمال جلود الماعز والغنم».

ومن عادات الطوارق، أنّ حفل الزواج يكون في بيت العروس، كما لا يسمح البتّة للرجل أن يكشف وجهه لحماته، وهي العادة التي اعتبرها محمد أغ علي بأنها رمزٌ للاحترام الذي يكنّه الرجل لحماته وابنتها، كما تجد المرأة الطارقية نفسها جنب الرجل في نشاطه الفلاحي، حيث ترافقه المرأة، بحكم خبرتها في الفلاحة للكثير من المحاصيل، خاصة ما تعلق بزراعة الحبوب.

ومن عظم المكانة التي تحظى بها المرأة في مجتمع الطوارق، أنّ لها حرية اختيار زوجها بنفسها، كما تسمح لهن التقاليد والأعراف التارقية بطلب الطلاق والخروج من بيوتهن متى شئن، وعادة ما تبادر المرأة الطارقية إلى مغازلة الرجل إذا شعرت بإعجاب تجاهه، والإيحاء له برغبتها في الارتباط بعلاقة معه.

ومن بين النساء الطارقيات التي اشتهرت في التاريخ، نجد الملكة تينهنان التي حكمت الصحراء في القرن الرابع للميلاد، و استطاعت بجمالها وذكائها تأسيس أوّل مملكة للطوارق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *