تُواصل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) إثارة الجدل بعد إعلانها عن صفقة تواصلية جديدة بقيمة 600 ألف درهم، تهدف لتحسين حضورها الرقمي. وتشمل الصفقة إنتاج فيديوهات قصيرة موجهة للشبكات الاجتماعية، إضافة إلى إدارة حسابات الوكالة على مختلف منصات التواصل، وتحليل المشاعر الرقمية، وإنشاء هوية بصرية جديدة.
ووفقا للوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، فإن الصفقة التي تحمل الرقم 2024/24، تخصٌ إنتاج فيديوهات قصيرة موجهة للشبكات الاجتماعية، بصيغة “Reels” و”Shorts”، يتم تنفيذها باستخدام الرسوم المتحركة وأصوات احترافية باللغتين العربية والفرنسية، مع توفير خيارات الترجمة عند الحاجة. كما تشمل الصفقة إدارة حسابات “أنابيك” على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك، إنستغرام، لينكد إن، يوتيوب، وتيك توك، مع الالتزام بردود سريعة على التفاعلات في غضون 8 ساعات عمل.
ومن بين الجوانب المثيرة للجدل في هذه الصفقة، إدراج خدمات تحليلية مثل “الاستماع الاجتماعي” (Social Listening) التي تشمل تقييم المشاعر الإيجابية والسلبية، رصد الموضوعات الرائجة، وتتبع المؤثرين الرقميين.
إضافة إلى ذلك، تلزم الصفقة التي يتوفر موقع “هاشتاغ” على وثائقها، الوكالة بالاشتراك في منصات متخصصة بالموارد البصرية والذكاء الاصطناعي لتصميم المحتوى، مع إنشاء هوية بصرية جديدة تشمل الشعار والدليل البصري واقتراح أسماء تجارية جديدة.
الصفقة تشترط أيضًا تحقيق وصول مضمون لكل منشور إلى 50,000 شخص على الأقل عبر الترويج المدفوع على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يُثير تساؤلات واسعة حول جدوى مثل هذه المصاريف. يرى قيادي نقابي في تصريحه لموقع “هاشتاغ” أن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات تركز على “تحقيق أرقام شكلية في التفاعل الرقمي بدل تقديم حلول ملموسة لتحسين أوضاع الباحثين عن عمل”.
وأكد في معرض تصريحه، أن هذه الصفقة تمثل “نموذجًا صارخًا لسوء تدبير الموارد”، مضيفًا: “كان من الأجدر توجيه هذه الميزانية إلى برامج تدريب وتأهيل حقيقية تستهدف الشباب المغربي الباحث عن العمل بدلًا من صرفها على مشاريع تواصلية سطحية”.
وأردف ذات القيادي النقابي على متن نفس التصريح لموقع “هاشتاغ”: “إنتاج الفيديوهات، تحليل المشاعر الرقمية، أو حتى الترويج على وسائل التواصل، لن يغير شيئًا في واقع البطالة المتفاقمة”. مطالباً بمراجعة هذه الصفقة وتوجيه الميزانيات نحو مشاريع تُحدث أثرًا فعليًا على الأرض.
وأشار إلى أن “أنابيك، التي كان يجب أن تكون في طليعة المؤسسات المساهمة في حل أزمة التشغيل، أصبحت تنفق المال العام على تحسين حضورها الرقمي وتلميع صورتها بدلًا من التركيز على دورها الأساسي”. مشدداً على أن هذه “الصفقة ليست إلا حلقة أخرى في مسلسل الانفصال عن الواقع. في وقت يحتاج فيه الشباب إلى فرص عمل حقيقية، تنشغل الوكالة بحساب عدد المشاهدات والتفاعلات الرقمية”.