تتجه الأنظار الأحد 12 مارس 2023 إلى حفلة توزيع جوائز الأوسكار، وسط تساؤلات عما إذا من الممكن أن يكون الفوز فعلا ووفق للترجيحات، من نصيب فيلم كوميدي شديد الغرابة، وكذلك عما إذا كانت الصفعة التي عكرت صفو حفلة العام الماضي ستحضر في التعليقات هذه السنة أم ستطوى صفحتها نهائيا.
وأحدث النجم ويل سميث العام الماضي الصدمة، لهذا حدت بالأكاديمية التي تنظم الأوسكار إلى الاستعداد لكل الاحتمالات من خلال تشكيل “فريق أزمة”. إلا أن هذا التدبير الاحترازي قد لا يمنع بعض مقدمي الحفلة من إلقاء دعابات مثلا لقلب الصفحة. ما لم تحصل مفاجآت صادمة جديدة، يفترض أن ينحصر الاهتمام في هذه الحفلة 95 التي يتولى تقديمها الفكاهي جيمي كيميل، على الأفلام المتنافسة.
ويعد الفيلم الكوميدي الحافل بالخيال العلمي “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” الأوفر حظا، إذ رُشح لـ 11 جائزة، ويروي قصة مالكة مغسلة أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.
وتصبح هذه المهاجرة الصينية التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرة خارقة تهدد “الكون المتعدد” برمّته، يتبين أنه الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئابا.
ويتحول استكشاف مختلف العوالم أشبه برحلة هذيان، تكون لبعض البشر فيها نقانق “هوت دوغ” بدلاً من الأصابع، وللصخور عواطف، فيما تستخدّم الألعاب الجنسية لأغراض غير متوقعة.
وحقق هذا الفيلم المستقل الذي وُصِف بأنه “مجنون” نوعاً ما، نجاحا منقطع النظير في دور السينما، إذ بلغت إيراداته مئة مليون دولار. وحصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وُزعت قبل حفلة الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظمه أعضائه من الآسيويين.
ولاحظ الكاتب المتخصص في “هوليوود ريبورتر” سكوت فاينبيرغ أن “وراء الفيلم مجموعة من الأشخاص المحببين جدا الذين لا يمكن عدم التعاطف معهم”، إلا أن نظام التصويت لاختيار أفضل فيلم قد يشكل عائقا أمام الفيلم رغم إنجازاته، إذ يميل هذا النظام إلى معاقبة الأعمال الشديدة الاستقطاب، حسب فاينبيرغ. فكثير من أعضاء الأكاديمية، يرون أن لا مبرر “مفهوماً” للموقف المتحمس لهذا الفيلم الكوميدي الذي أداره مخرجان ثلاثينيان.
قد يصب هذا الأمر في مصلحة فيلم “آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت” المقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، أو يفتح باب الفوز أمام فيلم توم كروز الجماهيري “توب غَن: مافريك” الذي ساهم أخيراً في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى القاعات بعد أزمة الجائحة. أما المنافسة بين الممثلين، فتبدو أقوى بكثير، إذ قال فاينبرغ “لا أتذكر السنة التي كانت فيها المنافسة بهذه الشراسة “في ثلاث من فئات التمثيل الأربع”.
وتتركز المنافسة على جائزة أفضل ممثلة بين كيت بلانشيت المرشحة عن دورها كقائدة أوركسترا في “تار”، وميشيل يو، بطلة “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” التي قد تصبح أول آسيوية تحصل على اللقب في هذه الفئة.
أما في فئة أفضل ممثل، فالمعركة حامية الوطيس بين كل من براندن فرايزر عن “ذي وايل”، وكولين فاريل عن “ذي بانشيز أوف إنيشيرين”، وأوستن بتلر عن “إلفيس”.
وتتقارب حظوظ الفوز في فئة أفضل ممثلة في دور مساعد بين أنجيلا باسيت المرشحة عن “بلاك بانثر: واكاندا فوريفر” وجايمي لي كورتيس (“إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”) وكيري كوندون (“ذي بانشيز أوف إنيشيرين”). وحده كي هو كوان الذي كان برز طفلا في فيلم “إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم”، وبقي منسيا من هوليوود لأكثر من 20 عاما، يبدو شبه واثق بنيله جائزة الأوسكار، بعدما استبق الحدث بحصوله على عدد من الجوائز الأخرى عن دوره المساعد كزوج حنون في”إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”.
ويخيم على الأمسية الأوسكارية أيضا شبح الصفعة الشهيرة التي وجهها ويل سميث إلى مقدم حفلة العام الماضي كريس روك، بعد إطلاقه دعابة عن قلة شعر زوجته. ولا مفر على الأرجح من أن تصدر بعض التعليقات المازحة عن الصفعة، لكنّ المنتجة التنفيذية لحفلة جوائز الأوسكار مولي ماكنيرني تسعى بوضوح إلى طي الصفحة. وقالت للصحافيين “سوف نعترف بالحدث وننتقل إلى أمر آخر”.
وتعرضت الأكاديمية لانتقادات في العام الماضي لكونها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد صفعه كريس روك. وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفلة لمدة عشر سنوات.
وقال المنتج غلين فايس لوكالة فرانس برس ان هدف المنظمين هو “توفير الترفيه والعمل على إبقاء أنظار المشاهدين شاخصة”ً إلى الأمسية. فرغم معاودة عدد المشاهدين الارتفاع العام المنصرم، تراجَعَ الاهتمام بجوائز الأوسكار بشكل كبير بعد بلوغه ذروته في تسعينات القرن العشرين.
وسجل سنة 1998 عدد المشاهدين رقماً قياسيا إذ تابع 57 مليونا فوز فيلم “تايتانيك” بإحدى عشرة جائزة. ويعول المنظمون هذه السنة على أن وجود تتمتي فيلمي “توب غِن” و”أفاتار” الواسعي الشعبية ضمن المنافسة لرفع نسبة المشاهدين. “ولكن إذا لم يزد عدد الجمهور مقارنة بالعام الماضي، فستواجه الأكاديمية مشكلة كبيرة”، حسب فاينبرغ.