منيب ورفاقها ينفجرون فوق طاولة لفتيت

يبدو أن وهم توحيد اليسار، وذاك الكلام الذي يطلقه البعض على عواهنه في هذا الشأن، صار ضربا من اللغو الفارغ، وأسطوانة مشروخة لم تعد تطرب في ظل وجود قيادات حزبية تدعي العمل على تجميع شتات ابناء العائلة اليسارية في المغرب، لكن الممارسة تكشف زيف خطاباتها وحربائيتها في التعاطي مع هذا الحلم الذي طال إنتظاره.

اخر فصول هذا العبث اليساري، هو ما قامت به فدرالية اليسار الديمقراطي، خلال إجتماع عقده وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أمس الأربعاء، مع الأحزاب السياسية المغربية للتشاور بشأن مسألة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة المرتقبة في سنة 2021. حيث إختاروا منطق الإنفجار على طاولة النقاش عوض الوحدة.

فالفيدرالية وكما بدا واضحا في هذا اللقاء، لم تدخل هذا الحوار بشكل موحد، ومخاطب وحيد، وتصور وحيد للرهانات السياسية والإنتخابية المقبلة، بل إختار كل حزب من الأحزاب المشكلة لهذا التحالف الحديث بمعزل عن الاخر، حيث ظهر أن تصورات الرفاق متضاربة ومتباعدة، ونقطة الإلتقاء الوحيدة التي جمعتهم، هي مطالبة وزير الداخلية بتوزيع الدعم المالي على الأحزاب بشكل متساوي وفي أقرب الأوقات.

هذا الوضع جلب على نبيلة منيب زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد، و عبد السلام العزيز والأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، سخرية من طرف الحاضرين، بسبب التشتت الذي بدا واضحا على الفيدرالية أمام وزير الداخلية، ومنطق « كل واحد يضرب على عرامو ».

هذا الوضع يدعو للتساءل حول الجدوى من هذه الإطارات السياسية التي تدعي الوحدة امام العموم وتتشتت في الصالونات واللقاءات الحاسمة والمصيرية.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *