هاشتاغ _ الرباط
في سياق التنافس الاستراتيجي المتزايد بين المغرب والجزائر حول مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا وأوروبا، تستعد شركة “جينغيي” (Jingye) الصينية، العملاقة في صناعة الفولاذ، للدخول في هذا المشروع الضخم.
وبحسب صحيفة La Nouvelle Tribune، أعلنت الشركة التزامها بالمشاركة في إنجاز هذا الخط، مستندة إلى خبرتها الواسعة في بناء مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل مطار بكين داشينغ واستحواذها على شركة “بريتيش ستيل”.
يمثل هذا الخط، الذي يُقدّر إجمالي تكلفته بحوالي 26 مليار دولار، نقلة نوعية في مجال الطاقة، حيث يتطلب تقنيات عالية ودعماً مالياً كبيراً.
وقد أبدى كل من البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك اهتمامهما بالاستثمار في المشروع، الذي سيربط المغرب وموريتانيا ونيجيريا في مرحلته الأولى.
ويؤشر انخراط “جينغيي” إلى تحول المشروع من مرحلة التصميم إلى التنفيذ العملي، ما يُتوقع أن يُحدث تغييرات اقتصادية كبرى في الدول المرتبطة به.
وبخلاف الخط الجزائري الذي يخطط للمرور عبر الصحراء والنيجر، يتميز المشروع المغربي بمسار بحري يربط 13 دولة بغرب إفريقيا، مروراً ببنين وتوغو وغانا وساحل العاج وصولاً إلى المغرب، حيث سيتصل بشبكة الغاز الأوروبية.
من جهة أخرى، أكدت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أن الدراسات الهندسية التفصيلية للمشروع انتهت في مارس 2024، مما يعزز من جاهزيته.
كما أوضحت أن الدراسات الخاصة بالجزء الشمالي للمسار جارية، في حين ستبدأ قريباً دراسة الجزء الجنوبي.
وأضافت أن الأعمال الميدانية المتعلقة بالمسح البيئي والاجتماعي قد انطلقت، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة.
وفي إطار التنسيق الإقليمي، شهدت العاصمة النيجيرية أبوجا اجتماعاً وزارياً في نوفمبر 2024 ضم وزراء الطاقة في الدول الأعضاء بمجموعة “سيدياو”، إلى جانب المغرب وموريتانيا، لاعتماد الاتفاق الحكومي الدولي الخاص بالمشروع.
كما ناقش الاجتماع نصوص الاتفاقيات المتعلقة بالمشروع، والتي سيتم عرضها للتوقيع من قِبل قادة الدول المعنية.
يمثل هذا المشروع، المدعوم بتقنيات مبتكرة وشراكات مالية قوية، خطوة حاسمة نحو إعادة تشكيل المشهد الطاقي لشمال وغرب إفريقيا بشكل مستدام، مما يعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي في مجال الطاقة الإقليمية والدولية.