من سيقود سفينة البيجيدي خلال المرحلة القادمة؟

أظن السؤال الطافح فوق السطح مؤخراً والذي يشغل بال الكثير من متتبعي الشأن السياسي بالمغرب, ماهية أو هوية الزعيم الجديد, الذي سيقود سفينة البيجيدي خلال المرحلة المقبلة بعد تكردعه في الانتخابات الأخيرة.

وفي هذا الصدد, كتب الصحفي المثير للجدل بتدويناته التي يذبجها عبر صفحته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي, (كتب) مصطفى الفن « ينتظر أن يعقد البيجيدي مؤتمره الوطني الاستثنائي نهاية أكتوبر الجاري على خلفية الاستقالة الجماعية للأمين العام الحالي للحزب ومعه أعضاء الأمانة العامة. »

وأضاف المتحدث نفسه « وجاءت هذه الاستقالة الجماعية عقب « الاندحار الكبير » الذي حل بالبيجيدي خلال استحقاقات الثامن من شتنبر المنصرم.. وقد « تكركب » « الحزب الإسلامي »، بعد هذا « الاندحار الكبير »، إلى آخر الترتيب ب13 مقعدا برلمانيا بعد أن كان الحزب يحتل المرتبة الأولى في استحقاقات 2016 ب125 مقعدا برلمانيا.

وتابع قائلا « ففي هذه الأجواء المليئة بالاحتقان والتوتر، إذن، سينعقد هذا المؤتمر الاستثنائي لانتخاب أمين عام جديد خلفا للدكتور سعد العثماني. فمن هو هذا الأمين العام الجديد الذي سيقود البيجيدي طيلة « الأربع سنوات » المقبلة في عز هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الحزب؟ ».

وكما جاء في تدوينة مصطفى الفن كذلك « لا خلاف في أن فئة واسعة من مناضلي البيجيدي « يتمنون » عودة عبد الإله بنكيران لأن معظم « الانتصارات » السياسية والانتخابية تحققت مع بنكيران.. بل إن الكتلة الناخبة من المغاربة الذين صوتوا للبيجيدي في انتخابات 2011 أو في انتخابات 2015 أو في انتخابات 2016 صوتوا « تقريبا » لشخص اسمه بنكيران ولم يصوتوا لرمز المصباح. »

وزاد المتحدث ذاته « لكن هل لازال بنكيران صالحا لكل زمان ومكان في مسيرة الحزب؟.. أو بالأحرى هل من مصلحة الحزب أن يكون على رأسه أمين عام اسمه بنكيران في هذه المرحلة من الضعف والهوان؟ ».

وقال كذلك الفن في تدوينته أنه من الصعب أن أغامر بأجوبة دقيقة عن كل هذه الأسئلة.. لكن ما هو مؤكد اليوم هو أن بنكيران قبل الإعفاء الملكي هو غير بنكيران بعد واقعة هذا الإعفاء.. أو دعوني أقول بصيغة أخرى، إن بنكيران دبر جيدا مرحلة الدخول الى الحكومة وكان بمثابة « ميسي » الفريق الحكومي ومعه الحزب أيضا..

كما أضاف « لكنه لم يتوفق ربما في تدبير الخروج من الحكومة ومعه « الخروج » من الحزب.. وبنكيران هو نفسه لا يرمي بنفسه « بريئا » من هذا الذي النفق الصعب الذي دخله الحزب حاليا.. وإذا كان صحيحا أن عودة بنكيران إلى زعامة الحزب هي خيار من الخيارات لكنه خيار مستبعد اللهم إلا إذا وقع « شيء ما » لم يكن متوقعا. »

وزاد الصحفي مصطفى الفن مسترسلاً « وهذا ما فهمت من كلام بنكيران شخصيا وأنا أتحدث إليه يوما ما..فما هي إذن باقي السيناريوهات؟ ».

واسترسل قائلاً : « بالطبع ثمة أسماء قيادية أخرى من المرجح جدا أن تتصدر الواجهة في هذا السياق المؤدي إلى كرسي الرئاسة بحزب البيجيدي.. وأقصد هنا كلا من جامع المعتصم وعبد العزيز العمري وإدريس الأزمي وعبد العزيز الرباح. »

أذكر هذه الأسماء حتى وإن كان بعضها له نصيب من المسؤولية في هذا « الاندحار الكبير » الذي لحق بالبيجيدي.. ومع ذلك يبقى جامع المعتصم هو المرشح رقم واحد ضمن هذه الأسماء الأربعة لقيادة « الحزب الإسلامي ».

وتساءل الصحفي المذكور ولماذا جامع المعتصم وليس غيره؟.. وكما أجاب قائلا: « لأن المعتصم كان ولايزال يحظى تقريبا بالإجماع داخل مناضلي الحزب.. مضيفاً ولأن المعتصم لم يكن يوما ما جزءا من تيار أو جزءا من صراع بين هذا الجناح أو ذاك داخل الحزب. »

ولا أدل على ذلك من أن التصويت السري المتعلق بالمسؤوليات الانتدابية أو غيرها من المسؤوليات داخل الحزب كان دائما يضع المعتصم في الرتبة الأولى بفارق كبير من الأصوات عن المنافس الثاني..

وختم الصحفي مصطفى الفن تدوينته بالقوم « ثم إن المعتصم، ولو أن وضعه الصحي على « قد الحال »، لكنه من الممكن جدا أن يقع حوله « التوافق » ليقود الحزب في مرحلة انتقالية لا أحد يعرف سقفها.. أقول هذا لكن لا يعلم الغيب إلا الله. »

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *