من طنجة إلى العالمية.. المنتخب المغربي يكتب التاريخ بانتصاره الـ18 توالياً

بقلم: أحمد الدفري
بانتصار المنتخب المغربي لكرة القدم اليوم على منتخب أوغندا في مباراتهما الودية بطنجة، بأربعة أهداف لصفر،يكون قد حقق الانتصار رقم 18 على التوالي.

نعم. 18 مباراة متتالية بدون تعادل ولا هزيمة، وفيها فقط الانتصار، هو رقم قياسي عالمي ينبغي على باقي أمم العالم أن تتنافس فيما بينها كي تحطمه.

ملاحظات بسيطة يمكن إبداؤها على مباراة اليوم الجميلة والمقنعة والممتعة، وهي ملاحظات حتى وإن لم تكن صادرة من مدرب خبير في كرة القدم، فإنه قد يشفع لصاحبها الإدلاء بها شغفه بكرة القدم ومتابعته لمبارياتها منذ طفولته، ولمدة تفوق خمسين سنة.

الملاحظة الأولى هي أن الحاج المزراوي قام اليوم بمهمته على أحسن وجه، وساهم في تنشيط الهجوم من الجهة اليمنى بعرضياته نحو منطقة جزاء الخصم، ومرر تمريرات مُتقنة، منها تمريرة حاسمة للصيباري، كما أدى دورا دفاعيا جيدا.

الملاحظة الثانية هي أن سي ابراهيم دياز، مثل المباراة السابقة ضد موزمبيق، كان أداؤه محتشما، وربما هو في حاجة إلى من يوضح له بأن المباريات ضد المنتخبات الإفريقية تختلف عن مباريات فرق الدوريات الأوروبية، وتحتاج إلى قوة بدنية، وإلى عدم المبالغة في الاحتفاظ بالكرة، وعليه أن يأخذ في الاعتبار أن تمرير الكرات لزملائه يكون أحيانا أفضل من الإكثار من المراوغات غير المجدية، وأنه سيكون في أفضل حال لو عمل على توظيف مؤهلاته الفنية العالية في التمريرات القصيرة مع زملائه بسرعة فائقة من أجل خلق أكبر عدد من فرص التسجيل، مع الحرص على تجنب التمريرات الخاطئة التي تؤدي إلى هجومات مضادة قد تشكل خطورة على مرمى المنتخب المغربي في مباريات ضد منتخبات إفريقية قوية..

الملاحظة الثالثة هي أن توليفة وسط الدفاع المتكون من الياميق وسايس، المدعومين بسفيان أمرابط في دور المدافع الأوسط عندما يغطي سايس في اليمين على صعود الحاج المزراوي، مازالت تحتاج إلى عمل كثير، وهي تثير بعض التخوفات على مستوى الكرات الملعوبة من وراء الظهر، والتي تحتاج إلى مدافعين يمتازون بسرعة فائقة، وبعدم ارتكاب أخطاء في التمرير.

الملاحظة الرابعة هي أن الاعتماد على العناصر الشابة مثل الصيباري واخوماش والخنوس، كان جد مفيد اليوم، حيث سجل اليوم الصيباري هدفا، وسجل الخنوس هدفا بتمريرة حاسمة من اللاعب أخوماش، وهو ما يعطي الدليل على ان اللاعبين المغاربة الشباب، لديهم الكفاءة الكفيلة بجعلهم يعطون مردودية جيدة مع المنتخب، إن نالوا ثقة الناخب الوطني.

ما أقوله هنا هو مجرد انطباعات عامة، وقد لا تكون دقيقة، لكنها نابعة من كوني مثلي مثل المغاربة الشغوفين بكرة القدم، أكون في منتهى السعادة وفي قمة البهجة والفرح، حين تحقق المنتخبات المغربية النتائج الجيدة، مثل ما حدث هذا اليوم، بهذا الانتصار الجميل الذي حققناه على أوغندا في هذه المباراة الودية الهامة، والذي انضاف إلى الانتصار الرائع الذي حققه اليوم المنتخب المغربى لأقل من 17 سنة على مالي بثلاثة أهداف لهدف واحد، والذي سمح له بأن يتأهل إلى ربع نهاية كأس العالم في قطر، مُكرّسا بذلك قوة منتخبات المغرب على الصعيد العالمي فى فئة الفتيان الذين أصبحوا الٱن من بين المنتخبات الثمانية الأقوى عالميا، في هذه الفئة.

بمزيد من الفوز والانتصار.
وهذا ما كان.